عمرو العادلى: كتابات عبد المنعم جزء من عالم إدريس والمخزنجى.. ومحمد مستجاب: المجموعة تعتمد على الأسطورة فى أمسية ثقافية بمركز ديالونا احتفل الكاتب الشابّ أحمد عبد المنعم بمجموعته القصصية «فى مواجهة شون كونرى» الصادرة مؤخرا عن دار «روافد»، بينما ناقش المجموعة الكاتب محمد مستجاب، والروائى عمرو العادلى. الكاتب محمد مستجاب قال إن المجموعة تقوم على الأسطوة من حيث المكان وزمن الأحداث، والأبطال، وهذا ظهر بشكل كبير فى قصة «أهمية أن تكون وقحا»، مضيفا أن كل قصة تحمل دلالات وإشارات لأفكار هامة، ففى القصة الأولى بالمجموعة «رقصة تانجو» تذكر رواية «الغريب» لألبير كامو، وقصة «رقصة تانجو» مميزة تحمل بداخلها دليل براءة وإدانة البطل. مستجاب أضاف أن نظرة الكاتب إلى الحياة واضحة داخل المجموعة، يعتبرها مغامرة يخوضها، حتى لو تَعرَّض للموت مقابل مغامرته، كما أن لديه رؤية جيدة وخاصة للسينما، وظهرت فى قصة «فى مواجهة شون كونرى»، لافتا إلى أن القصة الأولى تصلح لأن تكون رواية. من جانبه وصف الروائى عمرو العادلى قصص مجموعة «فى مواجهة شون كونرى» بالألعاب التى أجادها الكاتب، فالقصص بها تشبيهات كثيرة وجميعها مميزة، كما أن الكاتب لم يتأثر بفكرة الحكى، وسرد تفاصيل قد تكون غير هامة للقارئ كالعلاقات التى تربط بين الشخصيات، مضيفًا أن الحالة الشعرية بالمجموعة مؤثرة ومميزة، وهذا نتيجة تأثره بأشعار والده الشاعر عبد المنعم رمضان. العادلى تناول ثلاث قصص بالمجموعة، الأولى «الفتى الطائر» التى ذكرته بقصص طارق إمام الفانتازية، حيث يبدو البطل حالما، لا يعرف ماذا يريد، مشيرا إلى أن الكاتب استطاع توظيف اللغة، حتى يشعر القارئ أنه أصبح جزءًا من البطل، واصفا العالم الذى خلقه الكاتب فى مجموعته بأنه جزء من العالم الذى قدمه يوسف إدريس ومحمد المخزنى، الذى يتعامل مع الإنسان على أساس أنه شىء، وهذه نظرة مختلفة للأدب، على عكس ما يراه أصحاب الآيدولوجيات، فى الأدب بأنسنة الأشياء، وأغلب الأطباء الذين اتجهوا إلى الكتابة الأدبية رفضوا المدرسة الأخيرة. وعن القصة الثانية «سارة» قال الروائى عمرو العادلى إن بطلة القصة التى تتفاعل مع درس الفيزياء حتى إنها تصعد إلى القمر، لا تخلو من الخيال والحلم، فالقصة تبدأ بنقطة واقعية، وتنتهى بنقطة واقعية أيضا، وما بينهما خيال، مشيرًا إلى أن الكاتب لديه أدوات قوية فى التعامل مع القصة القصيرة، بالإضافة إلى لغة شعرية حتى فى الوصف، لغة خاصة بالشعر أكثر منها خاصة بالقصة القصيرة. العادلى أشار إلى أن قصة «هدوء تامّ» تختصر كل شخصيات قصص المجموعة، فبطلها الذى يقطع أذنيه حتى لا يستمع إلى ضجيج جيرانه وأحادثيهم التافهة، يتشابه كثيرًا مع عالَم ألبير كامو، بخاصة روايته «الغريب»، فبطل «هدوء تام» يعانى الاغتراب، واصفا هذه القصة بأنها مناسبة تمامًا لما نعيشه فى اللحظة الراهنة، التى يحاول فيها الكثيرون استجداء الصمت حتى لا يسمعوا ضجيج الحوار بين الطرفين المختلفين.