رغم ترميمه قبل أقل من عامين فقط، وجدت الشروخ والتصدعات طريقها إلى كوبري القباري الممتد من باب 27 بميناء الإسكندرية، وصولا للطريق الدولي. وكوبري القباري تم إنشاؤه عام 1998 ليخدم حركة التجارة من ميناء الإسكندرية وربطها بالطريق الدولي ومنها إلى محافظات الجمهورية إلا أنه وفي خلال فترة وجيزة ظهرت عليه الكثير من التصدعات وانهارت بالفعل أجزاء منه قبل أن تقوم أجهزة المحافظة ووزارة النقل بإعادة ترميمه وافتتاحه مجددا عام 2014 ولكن لم تمر سوى أشهر قليلة حتى عاد الوضع أسوأ من ذي قبل رغم تكلفة ترميمه التي تخطت ال130 مليون جنيه، بحسب ما أعلنه المسئولون وقتها. قال رجب صيام، أحد قاطني المنطقة المجاورة للكوبري: "إنه بالرغم من انتهاء أعمال الصيانة والترميم التي تمت بالكوبري منذ ما يقرب من ال8 أشهر إلا أن الوضع أصبح أسوأ من السابق حيث عادت الشروخات والتصدعات به ما يمثل بكارثة انهياره أو تساقط أجزاء منه". وأضاف: "خلال فصل الشتاء وبداية تساقط الأمطار تتجمع المياه أسفل الكوبري حيث لا يوجد شبكة صرف صحي ما يتسب في تشققات في طبقة الأسفلت بطول الكوبري من عند باب 27 للميناء وحتى مدخل الطريق الدولي، وكذلك تآكل الأعمدة الخرسانية له". وأشار إلى أنه رغم أنه ممنوع سير سيارات النقل الثقيل من أسفل الكوبري إلا أن السائقين لا يلتزمون بالقانون ويمرون ليل نهار من أسفله مما تسبب في تكسير الأعمدة الخرسانية، مضيفاً:"في النهاية رغم كل الترميم الذي تم بالكوبري والأموال التي أنفقت عليه إلا أنه أصبح ف أسوأ وضع، فمن يحاسب المقصرين؟". وأشار "صيام"، إلى وجود ماسورة صرف صحي يقع أسفلها مباشرة لوحة كهرباء ما يمثل كارثة محققة بينما تبرع الأهالي لإصلاح المشكلة وسط غياب الجهات المسئولة. وأضاف رضا طارق، أحد قاطني المنطقة، أنه بسبب عدم وجود شبكة صرف أعلى الكوبري وتراكم المياه مع تساقط الأمطار أسفله في شكل بحيرات فإنه تأثر كذلك على المنازل والعقارات الخاصة بالسكان وسط غياب تام لجميع الجهات والأجهزة المختصة، مضيفاً: "مفيش حد بيسأل فينا". وأشار "طارق"، إلى أنهم كانوا قد استبشروا خيرا عقب انتهاء رميم وإصلاح الكوبري منذ عدة أشهر والتي كانت قد سبقها تساقط كتل خرسانية منه، مضيفا: "للأسف مفيش حاجة اتعملت باتقان إحنا مش عارفين نقول إيه". وقالت صباح عبد الحميد، صاحبة باكية لبيع الحلويات أسفل الكوبري، إنها "تمتلك الباكية منذ 3 سنوات تقريبا ولكن العام الجاري بدأت المياه تنزل من الكوبري على البضاعة وغرقت الدنيا عندي وكل حاجة باظت وكمان الباكية وهي مصنوعة من الصاج أكلها الصدأ". وتابعت: "مفيش أي ضمير إحنا بنطلب أن يتعمل صح مفيش حد هيخاف على بلدنا غيرنا لكن للأسف إحنا بنعمل أي عك وخلاص!". من جانبه، قال المهندس محمد السيد، وكيل وزارة الطرق و الكباري بالإسكندرية، إن الكوبري يتبع في الأساس هيئة ميناء الإسكندرية وهيئة الطرق، ولكن الترميم الأخير كان على نفقة وزارة النقل. وأوضح "السيد"، أن "الكوبري أنشئ بطريقة تسمى "كامرات البسيطة" فهو عبارة عن مجموعة كباري مع بعض كل 30 مترا يوجد فاصل"، مضيفا أن الكوبري لم يتم بناؤه كتلة واحدة. وأشار "السيد"، إلى أن الشروخ الموجودة في الكوبري مقصودة من المهندسين لأن نظام الكوبري هكذا وليست شروخ كما يعتقد البعض، مؤكدا أن الكوبري سليم إنشائيا ولا يوجد أي خطورة منه.