لم تفعل الحكومة إلا أنها حسمت أمرها وقررت تطبيق القانون. إعلان «الإخوان» جماعة إرهابية هو فى حقيقته إنهاء لاستثناء غير مبرَّر لهذه الجماعة وتنظيمها الإرهابى من الخضوع للقانون على مر سنوات طويلة. قرار الحكومة ينقل المعركة مع الإرهاب إلى مستوى آخر، ويرفع أى غطاء قانونى أو سياسى عن القتلة الذين يقودون تحالف الإرهاب فى مواجهة مصر.. شعبًا ودولة وجيشًا وشرطة. جنون الإرهاب لن يغادر عقول «الإخوان» بعد القرار، وسيظل «إخوان المولوتوف» ماضين فى طريقهم، لكن فى انكشاف كامل كإرهابيين قتلة وعملاء يتباهون بخيانتهم للوطن! قرار الحكومة يُنهى الاستثناء ويكشف الوجه القبيح للإخوان كتنظيم احترف القتل والإرهاب منذ نشأته. ما ينبغى أن توضحه الحكومة هو أن باقى التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع «الإخوان» فى حملة الكراهية لمصر وشعبها ودولتها، تخضع من الأساس لأحكام القانون، وأنها تشارك «الإخوان» فى جريمة الانتماء إلى «الإرهاب» الذى اتخذته طريقًا لها منذ البداية. نقول ذلك لأن العام الأسود الذى قضته مصر تحت حكم «الإخوان» الفاشى خلط الكثير من الأوراق، وكما منع المعزول مرسى جيش مصر من مطاردة الإرهابيين فى سيناء، وقف الرئىس المتخابر يلتقط الصور التذكارية فى استاد القاهرة مع القتلة الذين لم يكتفِ بالعفو عنهم أو تركهم يعيدون تنظيم جماعاتهم الإرهابية، بل حاول أيضًا إسباغ نوع من «الشرعية القانونية» عليهم، فوجدنا القتلة يؤلِّفون أحزابًا وجمعيات هى الآن الحليف الأساسى للإخوان فى كل عمليات الإرهاب التى تحاول عبثًا أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، أو تؤخِّر تنفيذ حكم الشعب باستئصال الإرهاب من جذوره. قرار الحكومة -كما يفهمه شعب مصر الذى يدفع الثمن غاليًا- يعنى أن القانون لن يرحم أحدًا يمارس الإرهاب ضد مصر، وأن كل مكونات تحالف دعم الإرهاب هى مع «الإخوان» فى إخضاعها لأحكام قانون العقوبات، وفى رفع الغطاء عنها ليظهر وجهها الحقيقى، مجرد عصابات إجرامية تتاجر بالدين وتستحلّ دماء الأبرياء. أكتب وسيارات الإسعاف تمضى أمامى تحمل المصابين فى حادثة أوتوبيس مدينة نصر، الحادثة -رغم محدوديتها- هو إعلان جديد من الإخوان وحلفائهم للحرب على شعب مصر بكل طوائفه، حقارة إرهابهم بلا حدود، لكن علينا أن نمنع بكل السبل طاقة الغضب عند المواطنين من الانفجار، حتى لا تتكرر ردود الفعل على استفزاز الإخوان فى المنصورة الذى لم يحترم دماء الشهداء ولا مشاعر الأسى التى اجتاحت مصر كلها بعد جريمتهم الشنعاء. إنهم ينتحرون بأسوأ طريقة ممكنة، ويرتكبون أحطّ الجرائم فى حق الشعب والدولة، لكن عقابهم ينبغى أن يبقى فى يد القانون ومؤسسات الدولة. أعلم أن العبء ثقيل والغضب عارم، لكن العقاب ينبغى أن يظل فى يد الدولة والقانون، والرد ينبغى أن يكون حين تخرج الملايين فى منتصف يناير لتقول «نعم» للدستور وللثورة ولنهاية إرهاب الإخوان وحلفائهم ومَن يدعمونهم على طريق خيانة الوطن. ويبقى أمران ينبغى أن يكون لهما كل الاهتمام ونحن نطبّق قرار إدخال الإخوان إلى قفص الإرهاب بعد طول فرار من العدالة: الأمر الأول، يتعلق بالداخل، وبألوف الغلابة الذين كانوا يتلقون المعونة من جمعيات تابعة للإخوان، صحيح أن الإخوان كانوا يتاجرون بذلك، وأن الكثير من الأموال التى كانت تتلقاها هذه الجمعيات لم تكن تذهب فى طريق الخير بل فى طريق الإرهاب، لكن المهم الآن أن نضع الأمور فى نصابها، وأن لا يضارّ الغلابة، بل يستفيدون أكثر حين تصل كل أموال الخير إليهم، وحين يصبح عمل هذه الجمعيات خالصًا لوجه الله، وليس للتستر على الإرهاب أو الاتّجار بالدين أو خَلق الدولة البديلة، كما كانوا يتوهمون. الأمر الثانى، يتعلق بالرأى العام العالمى الذى لم نُحسن حتى الآن التعامل معه، والذى تركناه لتأثير الإخوان المدعومين من أمريكا وحلفائها وذيولها فى قطر وتركيا. المطلوب الآن أن يكون أمام العالم كله ملف كامل بجرائم الإخوان منذ نشأتهم، وبضلوعهم فى الإرهاب الذى لم يتخلّوا عنه يومًا، وبخيانتهم للوطن الذى جعل أعداء مصر يراهنون عليهم ويقدمون لهم الدعم الكامل ويحاولون فرضهم على شعب مصر الذى كشف المؤامرة وأسقط الحكم الفاشى واستعاد دولة مصر قبل أن تتحول إلى إمارة «مصرستان»! نحن فى حرب حقيقية.. النصر فيها محتوم لشعب مصر، والهزيمة والعار لكل عصابات الإرهاب بقيادة الإخوان، لكن علينا أن نُحسن إدارة الحرب لنختصر الطريق إلى مصر التى نريدها وطنًا للحرية والكرامة والعدل والتقدم والعلم.. ولو كره خوارج العصر من القتلة والإرهابيين والمتاجرين بالدين الذين داسهم الشعب بأقدامه فى 30 يونيو، وسيلقى بهم فى مزبلة التاريخ التى أُعدِّت لهم خصيصًا حين تخرج الملايين فى منتصف يناير لتختار بين دستور الثورة، وبين إرهاب «إخوان المولوتوف» وحلفائهم الغارقين فى مستنقع الدم والخيانة. نحن فى حرب حقيقية نتيجتها محسومة، لا يمكن للإرهاب أن ينتصر على إرادة الشعب، ولا يمكن لتجار الدين والعملاء والخونة أن يقهروا بلدًا يعرفون جيدًا أن من أراده بسوء قصمه الله.