قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، إن إسرائيل أصبحت أسوأ حالًا بعد قرار مجلس الأمن 2334 الذي يدين سياسة المستوطنات، ولكنها بدلًا من تخفيف الضرر يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجعل الأمور أكثر سوءًا. الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أنه - نتنياهو- قد شرع في حملة دبلوماسية تهدد بزيادة عزلة إسرائيل، كما أنها تبدد الرصيد الدبلوماسي مع الكونجرس الأمريكي وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب؛ عبر قرار آخر مناهض لإسرائيل في الأممالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن «نتنياهو» يخاطر بتعريض إسرائيل إلى مزيد من تدهور العلاقات مع الولاياتالمتحدة، في فترة الثلاث أسابيع المتبقية من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. كما أنه يعزل معظم الدبلوماسيين، الذين يعارضون بلا شك تصرفات رئيس الوزراء الأخيرة. ولفتت إلى أنه بالنظر إلى إمكانية أن يخطط «أوباما» إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد إسرائيل في الأممالمتحدة في الأسابيع المتبقية من ولايته، «هناك بعض المبررات لمحاولة خلق رادع. وعلى الرغم من ذلك، فإنه بسبب احتياج إسرائيل للعالم أكثر من احتياج العالم لها، فإن السؤال هو مدى الضرر الذي ستفعله حملة نتنياهو قبل أن تفشل». الصحيفة أشارت إلى استدعاء نتنياهو ممثلين كافة الدول التي صوتت لصالح القرار في مجلس الأمن، ولديها بعثات دبلوماسية في إسرائيل، وكان هذا في يوم عيد الميلاد. وأضافت «بالنسبة للبلدان ذات الأغلبية المسيحية مثل فرنساوبريطانيا؛ فإن توقيت هذا التوبيخ بالتأكيد كان مربكًا للغاية». كما أمر «نتنياهو» وزراءه أيضًا للحد من تعاملاتها مع جميع الدول ال14 التي صوتت لصالح القرار. «نتنياهو» قرر عدم لقاء رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في الشهر المقبل، اعتراضًا على تصويت بريطانيا. ولفتت الصحيفة إلى ما قالته رئيسة الوزراء البريطانية، في خطاب لها قبل أسبوعين، من أن «إسرائيل بلد رائع ومنارة للتسامح»، كما أن العلاقات بين المملكة المتحدة وإسرائيل «مصيرية». وردًا على محاولات فلسطينية لإلغاء وعد بلفور، وصفت الوثيقة بأنها «واحدة من الرسائل الأكثر أهمية في التاريخ». «جيروزاليم بوست» ترى أن صد الدول التي صوتت لصالح قرار مجلس الأمن، مثل بريطانياوفرنسا، لن يلغي القرار، ولن يجلب لإسرائيل أي نفوذ دبلوماسي جديد. «التعامل بنفس منطق البلدان التي تصوت بانتظام في الأممالمتحدة ضد إسرائيل سوف يترك لنا القليل من الأصدقاء، ربما جمهورية التشيكوالولاياتالمتحدة وميكرونيزيا». وأضافت «في العلاقات الثنائية بين إسرائيل ودولة عظمى مثل الصين، وهي أيضًا صوتت ضد إسرائيل، ليس هناك شك في من هو المستفيد الأول. قرار «نتنياهو» لخفض المساعدات إلى السنغال قد يضر حقًا بالأمة الفقيرة، وسوف ينظر له بأنه تافهة ورغبة في الانتقام، وبالتالي ستكون نتائج عكسية». الصحيفة الإسرائيلية قالت إن قرار مجلس الأمن سوف يتسبب في ضرر لإسرائيل، إذ أنه سوف يقوي الرفض الفلسطيني ويشجع حركة «المقاطعة» لإسرائيل. العالم لا يدعم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ويراها انتهاكا للقانون الدولي. ولفتت الصحيفة إلى أن الأممالمتحدة هي مؤسسة التي تعمل وفقًا لنظامها. وأصوات البلدان لا تعكس بدقة مستوى دعمها لإسرائيل. «نيوزيلندا لا يمكن أن تفسر على أنها معادية لإسرائيل. حتى أن مصر اتخذت خطوة غير عادية بسحبها للقرار في اللحظة الأخيرة، وهو ما يحافظ على استقرار السلام البارد مع إسرائيل على الرغم من التعاون العسكري واسع النطاق معها». واختتمت الصحيفة بالقول «الحكومة يجب أن تقضي وقتها في صياغة استراتيجية طويلة المدى لإسرائيل وأن تعمل على كيفية بناء روابط دبلوماسية حول العالم، وليس في قطع هذه الروابط».