تحولت محطات مياه الشرب المنتشرة بمحافظة سوهاج من وسيلة لتنقية وكلورة المياه وتطهيرها، إلى "مدفن" للحيوانات النافقة وتحللها بمياه الشرب وامتلائها بالجراثيم والبكتريا التي تحتاج لمعامل عالية المستوى لا تتواجد بمحطات المياه كي تزيل بعض ما علق بها من سموم تصل مباشرة لأهالي المحافظة وتتسبب في مقتل الاهالي ، حينما يحتسون كوبا من الماء الملوث. ورصدت عدسة "التحرير" قيام أحد الأهالي بإلقاء "بقرة نافقة" في نهر النيل وانجرافها حتى وصلت لمآخذ محطة مياه سوهاج التي تغذي أكثر من 15 قرية. يقول محمد خلف الله، موظف، من أهالي مدينة سوهاج، إن المحطة مسئولة عن تنقية وكلورة المياه مما يعلق بها من شوائب بسيطة ، ومع ذلك لا يتم ذلك وتصل المياه للأهالي بألوان وروائح كريهة، وبتهكم أضاف «ما كان ينقصنا سوى أن نشرب مياه بطعم الحيوانات النافقة». وتابع "أحمد زكريا ، طبيب، أن المأخذ يقع في مركز سوهاج بالقرب من كافة المسئولين، متسائلا ً ألم يرى أحد المسئولين هذه الشوائب التي تقع بالمأخذ ويقومون بتطهيرها أم ينتظرون وقوع كارثة صحية وبيئية؟. من جهته قال المهندس محمد بدر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، إن تطهير وتنظيف مياه نهر النيل مما يوجد به من مخلفات وقمامة مسئولية مديرية الري بسوهاج، لافتا ل "التحرير" أن مديرية الري تملك المعدات والأدوات القادرة على رفع المخلفات من المياه ، بينما لا تملك شركة المياه أيا من تلك المعدات. وبدوره قال المهندس شحتة إبراهيم ، وكيل وزارة الري بسوهاج ، إن حماية نهر النيل ليست مسئولية الري بمفرده إنما هى مسئولية مشتركة مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، وموضحا ً أنه سيتم ندب فنيين ومهندسين لإزالة المخلفات الواقعة بنهر النيل، معلقا أن الري يمتلك المعدات اللازمة لرفع تلك المخلفات بينما شركة المياه تملك الفنيين والعمال الموجودين بكل محطة لاختبار المياه. وأوضح ابراهيم أن مأخذ محطات المياه يراقبها في الغالب عمال المحطات التابعين لشركة مياه الشرب. وفي السياق ذاته قال مصدر بمديرية الشئون الصحية بسوهاج ، إن الحيوانات النافقة والمتعفنة التي يلقيها بعض المخالفون بنهر النيل وتجذبها مأخذ محطات مياه الشرب قد تتسبب في تسمم المياه نظرا للبكتريا والفطريات الناتجة عن تحللها، مؤكدا أن مجرد النظر إلى تلك الحيوانات وهى في حالة تعفن ينتج عنه ضرر نفسي بالغ للمواطنين، مطالبا المسئولين بشركة مياه الشرب ومديرية الري بسرعة رفع هذه الحيوانات النافقة من مجرى نهر النيل خاصة المتوقفة أمام محطات المياه.