«حلم فلاديمير بوتين بإعادة تأسيس إمبراطورية سوفيتية تحت الاختبار فى شوارع كييف».. كان هذا تعليق شبكة بلومبرج الأمريكية فى تقرير لها حول الأوضاع المتأزمة فى أوكرانيا على خلفية رفض الرئيس الأوكرانى اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبى لصالح آخر مع روسيا. بلومبرج أضافت أن المعركة الحقيقية فى أوكرانيا تدور حول ما إذا كان فى إمكان الرئيس الروسى توسيع نفوذه الاقتصادى فى جارته السوفييتية السابقة. لافتة إلى أن بوتين الذى وصف انهيار الاتحاد السوفييتى فى 1991 ب«الكارثة الجيوسياسية الأكبر فى القرن العشرين»، يستغل ثروة الطاقة فى بلاده لترسيخ أوكرانيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا فى كتلة ذات قيادة روسية. أوكرانيا الآن أمام خيارين: غاز أرخص، ووصول مستمر إلى عملائها التقليديين، أو علاقات أقوى مع سوق الاتحاد الأوروبية، بحسب الشبكة الأمريكية. وتابعت بلومبرج أن الدراما الدائرة فى شوارع العاصمة الأوكرانية تعتبر أحدث تطور فى سياسة شد الحبل المستمرة منذ 22 عاما بين الاتحاد الأوروبى وروسيا حول أتباعها السوفييتيين السابقين. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وصفت الاحتجاجات المعارضة للرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش ب«التحدى السياسى الأكبر» له منذ توليه المنصب فى 2010. فى السياق ذاته، استمر آلاف المتظاهرين المؤيدين لأوروبا فى الاعتصام بميدان الاستقلال فى كييف وإغلاق الطرق الرئيسية بالقرب من مبنى البلدية الذى احتله المحتجون. بالتزامن مع اجتماع منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا الخميس فى كييف، لمناقشة الفوضى السياسية والاقتصادية الأوكرانية بحضور وزراء خارجية أهم الدول الأوروبية وعلى رأسهم ألمانياوروسيا. وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، اعتذر عن الاجتماع فى إيماءة على عدم رضا الولاياتالمتحدة عن قرار أوكرانيا بتعليق الشراكة مع الاتحاد الأوروبى. كما تجمع بعض المحتجين أمام محكمة محلية قضت باعتقال 9 متظاهرين، بينهم صحفيين، مؤقتا لمشاركتهم فى احتجاجات الأحد الماضى. وقام بعضهم بالاعتصام فى قاعة اجتماعات البرلمان، ومنعوا النواب من استئناف عملهم. فيما أعلن نواب المعارضة أنهم سيواصلون الاعتصام حتى رحيل الحكومة والإفراج عن رئيس الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وأعلن 3 رؤوساء أوكرانيين سابقين عن دعمهم لمطالب المحتجين بضرورة استئناف محادثات الشراكة مع الاتحاد الأوروبى وإقالة الحكومة. الحكومة الأوكرانية دعت المتظاهرين إلى عدم الانسياق إلى قادة المعارضة الذين يتمتعون بحصانة برلمانية، محذرة المناطق الغربية فى البلاد حيث أعلنت الإضرابات، بأنها قد لا تحصل على التمويل الفيدرالى. وهدد رئيس الوزراء، ميكولا آزاروف المحتجين بالملاحقات القضائية. فشلت الكتل البرلمانية الأوكرانية أثناء المشاورات التى أجراها رئيس البرلمان فلاديمير ريباك أول من أمس الأربعاء فى الاتفاق على استئناف عمل البرلمان. وأعلن ريباك أنه سيلتقى الرئيس يانوكوفيتش بعد عودة الأخير من الصين يوم الجمعة، وأنه سيطلب منه أن يلتقى رؤوساء الكتل البرلمانية لمناقشة جميع المسائل. وفى سياق متصل قام وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيلى بزيارة كييف حيث التقى زعماء المعارضة. وفى أعقاب اللقاء أشار الوزير إلى أن أبواب الاتحاد الأوروبى ستبقى مفتوحة، وأن الوفد الألمانى وصل إلى أوكرانيا ك«أوروبيين إلى أوروبيين». كما أكد رئيس الوزراء الروسى ديميترى ميدفيديف أثناء لقائه الوفد الأوكرانى برئاسة نائب رئيس الحكومة الأوكرانية يورى بويكو، فى موسكو أول من أمس الأربعاء، على أهمية تحقيق الاستقرار فى أوكرانيا. وقال ميدفيديف إن موسكو تتابع الأحداث الجارية، مشددا على أن ذلك شأن داخلى لأوكرانيا.