استهدفت غارة جوية للقوات الأمريكية أبي بكر الحكيم القيادي من تنظيم "داعش"، الذي كان على صلة رئيسية بالهجمات التي تعرّضت لها مدينة سوسةالتونسية عام 2015. جاء ذلك حسبما أكَّده مصدر بالاستخبارات الفرنسية ل"CNN بالعربية"، اليوم الجمعة، فيما أكَّد مصدر آخر من مركز مكافحة الإرهاب البريطاني أنَّ الحكيم كانت له صلة كذلك بالهجوم على متحف باردو. ويبلغ أبو بكر 33 سنة، وهو يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية، واشتهر بكونه أحد أهم قياديي "داعش"، وقد استهدفته غارة لطائرة أمريكية في الرقة بسوريا، يوم 26 نوفمبر الماضي. وتعمل الاستخبارات الغربية على تأكيد مقتله من عدمه في الغاربة الجوية، وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن حكيم كان مرتبطًا بالخلية التي نسّقت للهجوم على سوسة وباردو، عبر وسيط في ليبيا، وأنَّ منفذي الهجمات كانا على تواصل دائم مع قيادة داعش في الرقة. وولد أبو بكر حكيم في باريس، وسافر للالتحاق بالجماعات الجهادية في العراق، وسجن في فرنسا بعد ذلك سبع سنوات لاتهامات تخّص قانون الإرهاب، ثمَّ انتقل بعد انتهاء فترة محكوميته إلى تونس، حيث شارك في خلية إرهابية أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قبل أن يسافر إلى سوريا للالتحاق ب"داعش" عام 2014. وعكس ما جرى في هجمات باريس، فالهجوم على سوسة لم يتطلب اختيار خلية وتدريبها في مناطق "داعش" وتوزيعها على المديان عبر متابعة من قيادي في سورياوالعراق، إذ أنَّ الخلية التونسية تطوَّرت على الأرض وخلقت روابط مع "داعش"، وقد تدربت العناصر التي قامت بالهجومين فوق الأراضي الليبية، حسبما تؤكِّد المصادر ذاتها. واستطاعت الخلية التونسية أن تطوِّر بشكل كبير من إمكانياتها، وفي الوقت الذي وقع فيه الهجوم على سوسة، كانت الخلية تخطِّط لهجوم على القنصلية الفرنسية بتونس العاصمة، غير أنَّ المخطَّط جرى التراجع عنه بعد العمليات الأمنية التي تلت الهجوم، حسب المصادر. وعلاوةً على الهجومين في تونس، كانت لأبي بكر حكيم صلة بمنفذي هجمات باريس فقال شاول بريساد مدير مركز تحليل الإرهاب بباريس أنَّه سبق لأبي بكر أن أجرى اتصالًا هاتفيًّا بمنفذي الهجوم داخل فرنسا.