مع استمرار الكشف عن فضائح التجسس الأمريكية، ربما يكون الخطر القادم على واشنطن، والتهديد المحتمل قادمًا من روسيا، ليس عن طريق إحدى الهجمات السيبرانية أو قيام إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومى الهارب الآن إلى موسكو بتسريب المزيد من الأسرار والملفات. لكن، ربما يأتى الخطر -حسب صحيفة «نيويورك تايمز»- من نظام روسى للملاحة بالأقمار الاصطناعية محاطًا بسور أمن يتم بناؤه فى مكان ما فى الولاياتالمتحدة. البنتاجون ووكالة الاستخبارات المركزية ال«سى آى إيه» تسعى منذ بضعة أشهر إلى إقناع وزارة الخارجية الأمريكية بعدم السماح لوكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس» ببناء محطات مراقبة لمنظومة «جلوناس» على الأراضى الأمريكية، وسط مخاوف من أنها يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية، حسب الصحيفة. هناك مخاوف من أن تساعد هذه المحطات روسيا فى التجسس على الولاياتالمتحدة وبناء قاعدة على الأراضى الأمريكية تزيد من دقة الصواريخ الروسية الموجهة، لكن الروس يؤكدون أن هذه المحطات ستسهم بشكل كبير فى تحسين دقة وموثوقية النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمية، لتنافس شبكة الأقمار الصناعية الأمريكية التى تستخدم فى توجيه الصواريخ إلى أهدافها، وتساعد مستخدمى الهواتف الذكية فى الوصول إلى الأماكن. لذلك قرر مسؤولون فى الإدارة الأمريكية تأجيل اتخاذ القرار النهائى حتى يقدم الجانب الروسى مزيدًا من المعلومات وتتفق الهيئات الأمريكية فى ما بينها، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين فى البيت الأبيض. وقال النائب الجمهورى مايك روجرز: «أريد أن أفهم ما هى مصلحة الولاياتالمتحدة فى تمكين منافس ل(جى بى إس) مثل منظومة (جلوناس) الروسية، فى الوقت الذى يعتبر فيه اعتماد العالم على (جى بى إس) امتيازًا واضحًا للولايات المتحدة على مستويات كثيرة». ويذكر أن روسيا تقدمت فى مايو 2012 للولايات المتحدة بطلب بناء 8 محطات على أراضيها لمنظومة «جلوناس»، وهو عبارة عن نظام للملاحة بالأقمار الاصطناعية مبنى على الراديو، يدار بواسطة قوات الفضاء الروسية لحساب الحكومة الروسية.