قررت الدنمارك سحب مقاتلاتها من عمليات التحالف الدولي في سوريا والعراق بعد أن كشف تحقيق ل"البنتاجون" أنَّ طائرات دنماركية نفذت الغارة على مواقع الجيش السوري بدير الزور في سبتمبر الماضي. ونقلت "روسيا اليوم" عن قناة "TV2" في الدنمارك، الجمعة، أنَّ وزير الخارجية أندرس سامويلسن، الذي تمَّ تعيينه في هذا المنصب مؤخرًا، ووزير الدفاع كلاوس فريدريكسن اتخذا القرار بسحب المقاتلات الدنماركية من طراز "إف-16"، ردًا على صدور تقرير لفريق التحقيق الذي شكله "البنتاجون" لتقصي الحقائق حول الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 من عناصر الجيش السوري في دير الزور يوم 17 سبتمبر الماضي. يُذكر أنَّ سبع مقاتلات "إف-16" دنماركية تشارك في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وكان اللواء ريتشارد كاو الذي يترأس التحقيقات الأمريكية في غارة دير الزور، قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أنَّ الهجوم كان ناجمًا عن "سلسلة من الأخطاء البشرية"، مؤكِّدًا أنَّ الضربات الجوية توقَّفت فور تلقي اتصال من الجانب الروسي الذي أبلغ العسكريين الأمريكيين بوقوع الخطأ. وأصرَّ على أنَّ العسكريين من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، كانوا واثقين من أنَّ القصف الذي استمر لأكثر من ساعة، كان يستهدف مواقع متطرفين. وأشار كاو إلى أنَّ التحالف الدولي أبلغ روسيا مسبقًا بنيته توجيه الغارة في دير الزور، حيث يحارب الجيش السوري تنظيم الدولة "داعش"، لكنه أخطأ لدى تقديم إحداثيات المواقع التي كان يعتزم استهدافها، وقدَّم إحداثيات موقع آخر يبعد تسعة كيلومترات جنوبي مدينة دير الزور، فيما تقع النقطة التي ركزت عليها الضربات الجوية المتكررة في اتجاه مختلف. وشدَّد على أنَّ التقرير التي أعدَّته اللجنة المعنية بالتحقيق، سيبقى سريًّا، لافتًا إلى أنَّ التحقيقات استغرقت ستة أسابيع، إذ قدم قرابة 70 شخصًا شهاداتهم حول الحادث. ولم يشر كاو إلى إمكانية ملاحقة أي من العسكريين الذين كان لهم دور في توجيه الضربات، قائلًا: "يمكنني أن أقول إنَّ جميع الأشخاص الذين تحدثنا معهم، يبذلون كل ما بوسعهم من أجل القضاء على داعش".