روى أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس الخميس تجربة رحلته في "الصومال"، وأوضح معالمها السياحية وأهميتها كدولة إفريقية ونفى الأقاويل المترددة حول وجود مجاعات أو تقشف بها. وقال: "بعد مرور أكتر من سنتين فى الصومال وبعد انتهاء فترة الانبهار قررت أنقل الصورة لهواة المفاجآت، الحكاية بدأت لما دخلت على جوجل أبحث عن اسم المدينة اللى هسافر ليها مضطرًا وبسرعة مع عدم وجود خيارات بديلة، وكانت نتيجة البحث غير منطقية بالمرة فمعظم النتايج بتتكلم عن مدينة السلام والجمال (طيب ازاى الكلام ده) ما أعرفش عرض الصور على جوجل كان غريب جدًّا البيوت وأسطحها وخلفيات الشجر الكثيف تشبه صور أوروبا جدًّا (ومافيش تفسير)". وأضاف: "ولأن ماكانش فيه خيارات تانية ولا كان فيه رفاهية الاستوثاق من أى معلومة فتوكلت على الله وأنا ونصيبى، ومن ساعة ما نزلت من الطيارة لغاية اللحظة دى وأنا عايش فى مراحل من المفاجآت تشبه الصدمات، هبدأ لكم بحاجات هتخليكم تشكوا فى كل معلومة دخلت دماغنا قبل كده لدرجة إنكم موش هتصدقوا.. مبدئيًّا تعالوا أكلمكم عن المناخ والبيئة (حر ولعة - جفاف - صحرا - مجاعة - ناس ناشفة ومعضمة).. تخيلوا كل اللى مكتوب فوق ده غلط (آه والله) من ساعة ما نزلت هنا ودرجة الحرارة ما زادتش عن 34 وما قلتش عن 15، والحقيقة مش عارف مين كان مفهمنى إن جو مصر هو خير مناخات الأرض.. الصوماليين اللى شوفتهم فى المطار ما شاء الله بنيانهم موش شكل بنيان ناس عدى عليها مجاعة من عشرين سنة بل بالعكس بعضهم محتاجين يروحوا جيم، أما بالنسبة للمطر فخلينى أقول لكم إن المطر اللى بيحصل عندنا فى مصر هو ده الندى اللى بيحصل هنا". وتابع: "المطر هنا بالساعات وأوقات الجفاف بتكون موسمية وبتأثر بس على المناطق النائية البعيدة عن التجمعات السكنية اللى مفيش عندهم مصادر مياه تانية غير الأمطار، (ومسألة الأمطار دى هشرحها لوحدها بعدين لأنها بالفعل ممكن تؤثر جدًّا على الحياه هنا)، بعد مسألة المناخ الشكلية دى ندخل بسرعة على النقط الجوهرية وأولها طبعًا الأمان ودى مهما وصفت لكم مش هتقدروا تستوعبوها غير لما تشوفوها بنفسكم، يعنى مثلًا أنا برجع من أقصى أطراف المدينة فى الشرق إلى أقصاها فى الغرب بعد الساعة 1 بعد نص الليل مسافة 45 دقيقة بالسيارة بدون أدنى تهديد أو خطوره.. مكاتب الصرافة هنا عبارة عن فاترينات صغيرة فى السوق أو بدون فاترينات بتكون الفلوس مرصوصة على الأرض بكميات كبيرة جدًّا وساعة الصلاة كله يقوم يصلى ويغطوا الفاترينات أو الفلوس بالمشمع بدون أى حراسة". واستكمل: "التعامل المالى فى البيع والشراء هنا فى غاية السلاسة لا يوجد فصال غير من طرف الجاليات العربية، وطبعًا إحنا كمصريين نأتى على رأس القائمة لكن الصوماليين لما بيشتروا بيكتفوا بكلمة واحدة (اعمل لى خصم)، والغريب أن البياع بيعمل خصم فعلًا أما إحنا بنبدأ الفصال بعد الخصم ده، ومش عايز أقول لكم دلوقتى إن الناس بقت تتخض لما تشوفنا هنشترى منهم لأنهم بيحسوا إنهم هيدفعوا من جيوبهم". واستطرد قائلاً: "هنا فيه نظام دفع عن طريق شبكات المحمول يعنى بتربط خط تليفونك برصيدك فى البنك وبتسحب منه فى أى وقت وبتشترى من خلاله، حتى بياعة الخضار فى السوق معاها النظام ده يعنى 100% من أراضى الصومال تقدر تشترى وتبيع فيها بالنظام ده (اسمه زاد)، وطبعًا مابقتش محتاج أقول لكم إن مافيش أى رسوم لا على السحب ولا على الإيداع ولا على التحويل ولا على الاستلام، ناهيك إنك تقدر تشحن رصيد مكالمات وإنترنت فائق السرعة (أيون سعادتك)، الإنترنت هنا سرعاته خرافية مش لازم أقول لكم عليها علشان الحاجات دى بتتنظر.. خليك فاكر إنى بكلمك عن الصومال علشان ماتسرحش". ووصف طبيعة الأمن هناك: "لو عربيتك اتخبطت أو إنت خبطت عربية حد مافيش أى مشكلة ولا خناق، ولا حد يطلع الكوريك يضرب بيه حد ولا الكلام الفارغ ده، بتخرجوا أنتم الاتنين تتعرفوا على بعض لغاية ما المرور يوصل ويقول رأيه فى صاحب الخطأ، ويخيركم إنكم تروحوا القسم ولا الغلطان يتكفل بالإصلاحات ( حاجه كده زى الأفلام ).. كمالة مسألة الأمان فى مرة توهت وأنا راجع بالليل وكان معايا أولادى وقفت قدام قصر الرئيس (أيوه قدام قصر الرئيس)، عادى وقفت سألت الشرطة المتواجدة هناك عن الطريق فلاحظوا إن معايا أولادى (والموضوع ده له احترامه جدًّا هنا، يعنى وجود عائلتك معاك ده بيديك معاملة خاصة جدًّا)، فواحد منهم ركب معايا لغاية ما وصلنى للطريق الصح".