شيخ: ولا مرة حد من المسئولين فكر يسأل عنا طفلة: «أنا نفسي أعيش في حتة كويسة ونضيفة»
يقف عشرات الأطفال في منطقة جبل الزيتون الواقعة فى القبارى بحى غرب الإسكندرية صباح كل يوم فوق أكشاك خشبية متهالكة ومتصدعة ينظرون إلى القطار المتجه إلى مرسى مطروح ويقومون بالتحدث مع سائقه "خدنا معاك" عاوزين نمشى من هنا" فهم يعتبرون المنطقة التى يعيشون فيها خارج حدود مصر بعدما أصبحوا مهمشين إلى أقصى درجة. ما يقرب من 50 أسرة تعاني من معيشة مليئة بالبؤس والشقاء، في هذه المنطقة، تقول الحاجة رسمية أحمد إحدى السكان ل"التحرير" إنها تعيش فى منطقة جبل الزيتون منذ 25 عاما جنبا إلى جنب مع الفئران والعقارب والثعابين بالإضافة إلى قطار مطروح الذى يحصد شابين أو طفلين كل مدة زمنية بسبب عدم وجود إشارات تحذير بجوار المنطقة. وأضافت رسمية أحمد، "عندما نتناول الطعام نجد الكلاب والقطط والفئران شركاء معنا فى الطعام رغم فقرنا ولكن أصبحت تلك الحيوانات تعيش بصفة دائمة معنا ولا وجود لأى مسئول أو نائب فى المنطقة". أما محمد المراكبى أحد سكان جبل الزيتون قال إنه يعيش فى إسطبل للخيول بسبب تهدم الكشك الخاص به منذ سنوات ولن يستطيع بناءه مرة أخرى بسبب عدم مقدرته على شراء مواد البناء. وطالب المراكبى محافظ الإسكندرية بالنظر إلى المنطقة الواقعة بجوار كوبرى القبارى الدولى مؤكدا أنها من أخطر المناطق التى تحتوى على ثعابين سامة وعقارب وكل يوم يلدغ الأطفال. أما الطفل إسلام يحيى فقال إنه يفقد كل يوم أحد أصدقائه فى المنطقة بسبب القطار الذى لا يفرق بين صغير أو كبير، وأضاف الطفل صاحب ال14 ربيعا: "نفسنا نعيش عيشة كويسة وأنا بحب ألعب كرة قدم لكن مفيش مكان ألعب فيه مفيش عندنا غير زرايب وإسطبلات وعشش بتقع على دماغنا كل يوم". أما الطفلة منة يحيى فقالت أنا نفسى أعيش فى حتة كويسة نضيفة بدل المكان ده اللى كل يوم يطلع لنا فيه عقرب أو ثعبان وحياتنا ملهاش أى طعم أو ملامح ،أحنا شبه المساجين". وداخل كشك متهالك مساحته 8 أمتار فى 5 أمتار يعيش عم السيد ،المريض بالسرطان والذى فقد نجله العام الماضى فى حادث قطار، وقال السيد منصور إنه لا يطلب سوى الرحمة من المسئولين فكل شتاء يأتى على المنطقة تتحول الأكشاك إلى برك مياه ومفيش ولا مرة حد من المسئولين فكر يسأل عن أكشاك جبل الزيتون. وطالب منصور الحكومة بنقل الأسر الموجودة داخل الأكشاك بدلا من تشريدهم بتلك الصورة المتدنية. عدسة "التحرير" تجولت وسط الأكشاك إذ رصدت مشاهد من الحياة اليومية المميتة لسكان جبل الزيتون، وحاولنا التواصل مع اللواء محمد عبدالوهاب رئيس حى غرب الجديد لكنه لم يرد على هاتفه طول الوقت.