ضجت وسائل الإعلام في مختلف البلدان، في منتصف شهر نوفمبر الحالي، بخبر "محلي" يخص إحدى المدن اليابانية، وهي "فوكاكا"، وذلك بعد حدوث انهيار مفاجئ في أحد شوارعها الأساسية. لكن تلك الجلبة لم تكن بسبب الحادث نفسه، إنما في تعامل السلطات المحلية هناك معه، حيث استطاعت أجهزة المدنية -في فترة وجيزة- إصلاح الشارع، الذي تعطلت فيه حركة سير السيارات في حاراته الخمس، بسبب الانهيار الذي خلف حفرة تملأها مياه الشرب والصرف الصحي. صورة لقبل وبعد التعامل مع "الانهيار" فقد نجح اليابانيون في فتح الشارع بعد أسبوع فقط من وقوع الانهيار الأرضي، بعد أن كانت مساحة كبيرة قد تعرضت للابتلاع تمامًا داخل المجرى الهائل المترتب عن الواقعة. وقد استغرق العمال يومين في المدينة الساحلية لترميم الحفرة التي قدرت بطول 98 قدمًا وعمق 49 قدمًا، بالإضافة إلى إصلاح الطريق والأنابيب الأرضية العديدة، ومن ثم إجراء اختبارات على الشارع قبل إعادة فتحه مجددًا الثلاثاء. ولم تمر أيام معدودة على تلك الواقعة، التي حظت بتقدير الكثيرين عبر العالم، حتى سارعت وسائل الإعلام الجزائرية إلى إعلان تفوق "أجهزة بلادها"، في إتمام أعمال ردم حفرة هائلة، في أحد الطرق ببلدية "بن عنكون". واعتبرت الصحف المحلية، ما حدث "إنجاز كبير لأنه حدث بكفاءات محلية"، مشيرة إلى أنه تم إعادة فتح الطريق في مدة لا تتجاوز 36 ساعة، مظهرة الأمر على أنه "تفوق" على اليابان التي أصلحت فجوة مماثلة في وقت أطول. وقالت: "الجزائر أسرع من دولة اليابان العملاقة التي عرفت نفس الحادثة الأسبوع الماضي، واستغرقت أشغال إعادة فتح الطريق 48 ساعة"، علما بأن حفرة طوكيو كانت أكبر مساحة وعمقًا من حفرة الجزائر. صورة لأعمال صيانة الطريق في الجزائر هذا المسلسل من التباهي ب"حرفية" الأجهزة المحلية بالدولتين السابقتين، ترآى إلى مخيلتي وأنا أشاهد أجهزة حي العمرانية، وهي تنفذ أعمال صيانة ل"ماسورة مياه مركزية"، بأول شارع الهرم الرئيسي، والذي يصل إلى ميدان ومترو الجيزة، حيث استغرقت الأعمال نحو 6 أيام، ناهيك عن "الفينش" المصري. لم تكن "حفرة" عملاقة على عكس نظيرتها "اليابانية"، فقطرها لا يتجاوز مترين، ولا يزيد طولها على ال6 أمتار، وقد تسببت خلال فترة الستة أيام في عرقلة حركة السيارات، كما أنها مثلت "عوائق للمارة".. لكن لا يمكننا أن نغفل "النجاح" الأخير في "ردم" تلك الحفرة باستخدام "الزلط" لتترك دون رصف إلى الآن! ونعود مجددًا إلى "طوكيو"، حيث قدمت السلطات اعتذارًا لكل المتأثرين بالحادثة، وفقًا لموقع حكومي ياباني يتبع للمدينة، حيث أكدت السلطات بالمدينة أنها "نفذت الإجراءات اللازمة لمنع تكرار ذلك"، مشيرة إلى "أن عملية استعادة وضعية الشارع مرت بسلام من دون أي إصابات، كما أن العمال بذلوا ما بوسعهم لإنجاز العمل في أسرع وقت وبكفاءة عالية".. والعقبى لكم.