أنفقت مصر ما يزيد عن 50 مليون دولار لتأمين الطيران المدني، وذلك من أصل 80 مليون دولار خصصتها لعملية تطوير أمن المطارات، والرحلات الجوية، والمؤسسات والمناطق السياحية، وذلك تنفيذاً لتعليمات شركات الأمن الروسية التي وضعت خططاً لتأمين المطارات عقب حادث تفجير الطائرة المصرية. وأوقفت روسيا كافة رحلاتها الجوية بينها وبين مصر بعد تفجير طائرة ركاب "A321" التابعة لشركة طيران روسية فوق شبه جزيرة سيناء، وذلك بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري، في 31 أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة 217 راكبا و7 من أفراد الطاقم كانوا على متنها. وفي الوقت الذي تؤكد فيه روسيا حرصها على عودة السياحة إلى مصر، يبدو أن الموسم الشتوي الجاري لن يشهد عودة السياح الروس إلى مصر كما هو المأمول من وزارة السياحة المصرية، حيث بدأ الموسم الشتوي ولا تزال مصر خارج برامج شركات السياحة الروسية. وتعد السياحة الروسية مصدراً مهماً لدعم موارد مصر من العملات الصعبة، ومحركاً لتنشيط عدة قطاعات أخرى، خصوصا أنها تمثل 50% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر، حيث بلغت أعداد السياح الروس الوافدين إلى مصر فى الفترة من 2011 – 2015 قرابة 9.55 مليون سائح، وذلك بواقع 2.2 مليون سائح في 2015 قبل كارثة الطائرة، و1.5 مليون سائح في 2014 ، و2.5 مليون سائح في 2013 و 1.9 مليون سائح في 2012 و 1.45 مليون سائح في 2011. وتؤكد السفارة الروسية بالقاهرة حرص بلادها على عودة الرحلات السياحية إلى مصر مرة أخرى، حيث يقول السفير الروسي بالقاهرة، سيرجي كيربيتشينكو، أن هناك رغبة جادة من جانب الطرفين المصري والروسي لعودة السياحة مرة أخرى، مضيفًا أن الشعب الروسي، وشركات السياحة بروسيا، تمارس ضغوطات كبيرة للعودة إلى مصر سياحيًا . وأضاف، أن هناك تنسيقا يتم الآن بين المسئولين والخبراء بالبلدين؛ لاستكمال التجهيزات الإضافية للمطارات المصرية ، مشيرًا إلى وجود مقترح لتوقيع البلدين على وثيقة ثنائية للتعاون في مجال تأمين المطارات، موضحاً أن هذه الوثيقة عبارة عن مذكرة تفاهم بخصوص الإجراءات المتبعة بالمطارات المصرية، مشيرًا إلى ترحيب البلدين بتوقيعها. وكان السفير الروسي قد قال في تصريحات سابقة، :"أن المطارات لا تزال غير مجهزة بالمستوى الذي اتفق عليه الجانبان الروسي والمصري، حيث إنه تم وضع مقاييس واضحة للغاية من أجل استئناف الطيران المدني، وننتظر من المصريين استكمال الإجراءات الإضافية لتأمين المطارات في شرم الشيخوالقاهرة والغردقة، لضمان سلامة المسافرين، فهذه المطارات تحتاج لبعض التجهيزات الفنية من أجل عودتها". وتحولت وجهات السياح الروس إلى عدة دول بعضها ينافس مصر سياحياً، منها على سبيل المثال تركيا والتي يصلها قرابة 5500 سائح روسي أسبوعيا، وكذلك تونس التي تتوقع زيادة حجم إقبال السياح الروس بنسب تجاوز 500 % بعد التحذيرات الأمنية التي تضعها بلادها على مصر منذ سقوط الطائرة. ويأتي ذلك في الوقت الذي اتفقت فيه اليابانوروسيا، على تشجيع السياحة بينهما وتسهيل إجراءات التأشيرة لمواطني البلدين، تحت خطة تعاون تقدم بها رئيس الوزراء الياباني شينزو مايو الماضي، ويأتي الاتفاق قبيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقررة إلى اليابان في ديسمبر المقبل. في سياق موازٍ، وبعد توقف دام لأكثر من خمس سنوات، استقبل أمس رئيس هيئة تتشيط السياحة هشام الدميرى في مطار الأقصر أولى رحلات مصر للطيرن الشارتر المباشر القادمة من اليابان بخط سير "أوساكا، طوكيو، الأقصر، والعودة من القاهرة حيث رافقه عدد من قيادات الشركة الوطنية مصر للطيران. وتعد هذه الرحلة الأولى في سلسلة رحلات شارتر الأسبوعية طول موسم الشتاء وحتى مايو المقبل وهي من طراز بوينج 777 وتقل على متنها 230 راكبًا، ويشمل برنامج الرحلة زيارات لمدن الأقصر وأسوان وأبوسمبل والقاهرة. وأكد الدميري أهمية عودة السياحة اليابانية نظرًا لأن السائح الياباني يتميز بأعلى معدلات الإنفاق مقارنة بالأسواق الأخرى علاوة على ارتباط السياحة اليابانية بنمط السياحة الكلاسيكية والثقافية وهو ما تبدى له كل قطاعات السياحة الاهتمام لتنميتها.
