فى الصباح، كان الأزهر الشريف هو الهدف، أطلق الإخوان ميليشياتهم لإشعال الموقف فى الجامعة الأزهرية، وللهجوم المنحطّ على الإمام الأكبر، ولمحاولة فرض البلطجة فى معقل الوسطية الإسلامية. فى المساء كانوا ينقلون إرهابهم إلى كنيسة العذراء بمنطقة الوراق، يطلقون النار على المواطنين الأبرياء. يقتلون أطفالًا ونساءً ويصيبون العشرات فى اعتداء جبان وحقير لإرهاب لا يعرف دينًا ولا ينتمى إلى وطن ولا يرى طريقا إلا استباحة الدم الحرام. تحالف إخوان الشر يؤدى مهمته كما هو مخطط لها، تطلق الجماعة قطعان الأنصار والمخدوعين لإثارة الشغب ومحاولة تعطيل الحياة. تحاول استجداء الدم لتتاجر به. تعرف أن العبث الذى تقوم به لن يؤدى إلا إلى زيادة كراهية الشعب لها. لكن التعليمات هى التعليمات، والمطلوب هو استنزاف جهد الدولة وتشتيت انتباه أجهزة الأمن. بينما فِرق الإرهاب التابعة لتحالف الشر تستكمل المهمة وتزرع الموت هنا وهناك، وتطلق رصاص الغدر على جنودنا فى سيناء، وعلى الأطفال والنساء فى الوراق. تحالف إخوان الشر يجسِّد ما قلناه مِرارًا بأنه لا يوجد إرهاب متطرف وإرهاب معتدل! وأن ما بدأ من سيد قطب لا بد أن ينتهى عند الظواهرى! وأن الإخوان بقيادتهم القطبية القادمة من عالم التنظيم السرى الخاص لن تختلف فى توجهاتها الأساسية عن تنظيمات التكفير وجماعات الإرهاب الأخرى! تحالف إخوان الشر يخوض معركة يائسة على أرض مصر. يسانده تنظيم دولى احترف التآمر، وأجهزة مخابرات أجنبية، ودعم سياسى ومالى وإعلامى من قوى دولية أحسّت بالخسارة مع سقوط حكم الإخوان، ومن الأتباع والذيول من دول المنطقة الدائرة فى فلك الراعى الأمريكى الحزين على حليفه الإخوانى!! مشكلة هؤلاء جميعا أنهم لا يخوضون معركتهم فقط مع جهاز شرطة يمكن استنزافه، ولا مع قوات مسلحة تواجه تحديات هائلة على كل حدود الوطن. ولكنهم يواجهون شعبًا بأكمله أسقط نظامين فى ثلاث سنوات، وقدم التضحيات الغالية، ليستعيد ثورته وليؤكد استقلال قراره، ولن يسمح مطلقا لتحالف الشر بأن يكون له مكان فى مصر الثورة. كما قلنا بالأمس، يتعرف تحالف الشر كالحيوانات المسعورة والجريحة. تطاردهم الهزيمة فيحاولون إلحاق أكبر ضرر ممكن بالوطن قبل نهايتهم المحتومة. بعد «فرقعة» الإسماعيلية التى يريدون بها إثارة المخاوف على الملاحة فى قناة السويس، ها هم يستمرون فى المخطط المتآمر، يثيرون الشغب ويهاجمون الأزهر، ثم يرتكبون جريمتهم البشعة عند كنيسة العذراء فى الوراق. ولن تكون نتيجة كل ذلك إلا المزيد من وحدة شعب مصر فى مواجهة تحالف الشر وإرهابه القذر، وداعميه من الداخل والخارج. الحفاظ على وحدة شعبنا تقتضى -قبل كل شىء- موقفا حاسما من الأحاديث عن مصالحة وهمية يتم استخدامها ستارًا لإضفاء شرعية مستحيلة على أطراف تمارس الإرهاب! لا صُلحَ مع القتلة، ولا تهاون مع من استباحوا دماء المصريين، ومَن تآمروا عليهم، ومَن تحالفوا مع الشيطان ضد إرادة الشعب. معركتنا ضد تحالف إخوان الشر تقترب من الحسم، لا يمكن لعصابة أن تقهر شعبا وأن تهزم دولة. الإرهاب بلا مستقبل مهما تلقى من دعم الأعداء، حين تأتى ساعة الحساب لن يبقى فى الميدان إلا طرفان: شعب مصر والجيش والدولة فى ناحية، وفى الناحية الأخرى عصابات مهزومة تدفع ثمن إرهابها وتخريبها وخيانتها للوطن. إرهاب الحيوانات الجريحة يقترب من نهايته، والحساب قريب!