كان لافتًا أن تأتى الحادثة الإرهابية فى الإسماعيلية أول من أمس، بعد يوم واحد من الفشل الذريع لآخر مظاهرات «الإخوان» التى أعدوا لها فى رابع أيام العيد، واستعدوا لها ووفروا كل الإمكانيات، فإذا بهم يضطرون إلى إلغاء نصف التجمعات، لأن أحدًا لم يذهب إليها، بينما خرجت باقى المظاهرات بأعداد تافهة اضطرت إلى الفرار من غضب الجماهير. فى اليوم التالى كانت الحادثة الإرهابية الجبانة فى الإسماعيلية، خاب مسعاهم ولم يسقط الضحايا الذين كانوا ينتظرون سقوطهم فى عمليتهم الحقيرة، ظنوا أن مثل هذه الأحداث سوف تلقى الرعب فى قلوب المواطنين، فكان رد الفعل عند أهلنا فى الإسماعيلية هو التصميم على سحق الإرهاب بكل فصائله. وظنوا أنهم بذلك يثبتون قوتهم، لكن الجميع يعرف الآن أن الإرهاب الجبان يتعرف كمن فقد صوابه بعد الضربات القاصمة التى تلقاها، خرجوا من الجحور التى كانوا بها تحت رعاية النظام السابق، يعرفون الآن أن قوات الجيش والشرطة لن تتوقف عن مطاردتهم حتى تتطهر البلاد منهم، وحتى تعود السيطرة الكاملة على سيناء الحبيبة، وحتى ينتشر الأمان على كل بقعة فى أرض مصر. كنا نعرف من البداية أن المعركة لن تكون سهلة، قبل 30 يونيو كان كل مصرى مستعدا لأغلى التضحيات لكى يتخلص من كابوس الحكم الفاشى للإخوان، مع انحياز الجيش إلى إرادة الشعب. أنجزنا المهمة الصعبة، لكننا لم نتوهم للخطة أن المعركة انتهت، كنا ندرك أننا نواجه فصيلاً مستعدًا لإحراق الوطن إذا لم يهيمن عليه، وكنا نعرف أن ثعابين الإرهاب التى كبرت وتوحشت فى ظل رعاية حكم مرسى سوف تنطلق فى وجوهنا، وكنا متأكدين أن القوى الأجنبية التى راهنت على «الإخوان» ودعمت وصولهم إلى الحكم وأرادتهم وسيلة لتنفيذ مخططاتها فى المنطقة لن تتخلى عنهم.. لا الراعى الأساسى فى واشنطن ولا الأتباع والذيول من إسطنبول إلى الدوحة إلى لاهور!! كنا منذ البداية نعرف أن المعركة صعبة، لكننا كنا نعرف أن للحرية ثمنها، وكنا نثق -وما زلنا- أن الله معنا، وأن النصر هو لهذا الشعب العظيم. واجهنا المؤامرة بكل أبعادها، تصدينا لجماعات الإرهاب بقيادة الإخوان، دخلنا حربًا حقيقية لاستعادة سيناء، قهرنا محاولات الإخوان لحرق مصر، تحملنا الضغوط السياسية والاقتصادية من الذين رأوا فى سقوط الإخوان سقوطًا لمشروعاتهم وخططهم لإبقاء مصر فى دائرة التبعية وتقسيم المنطقة على حساب العرب، وحل مشكلاتها على حساب مصر التى أصبحت أرضها -على يد الإخوان- ولأول مرة فى التاريخ.. برسم الرهن أو التنازل أو التعديل!! ولأنهم لا يعرفون حقيقة مصر ولا ينتمون إلى شعبها، فقد كانت كل رهاناتهم خائبة.. راهنوا على أن حرق الكنائس سوف يشعل الفتنة الطائفية، فكان الجواب أن كل شىء فداء لمصر.. وراهنوا على أنهم سيزرعون الفرقة بين الشعب والجيش، فكان الرد هذه الوحدة، وهذا الكلام الذى لا مثيل له.. وراهنوا على ترويع الشعب، بإرهابهم الحقير، فكان الرد هو المزيد من الصلابة ومن الإصرار على اجتثاث الإرهاب من جذوره.. وراهنوا على أن جهاز الشرطة الذى انهار قبل عامين لن يصمد أمامهم، كان الرد هو أن 30 يونيو كان ميلادًا جديدًا لأمن يحمى الشعب، ويحتمى به فى نفس الوقت.. وراهنوا على أن ضغوط واشنطن وأتباعها سوف تثمر، وكان الرد أن استقلال الإرادة هو العنوان الأساسى لمصر بعد 30 يونيو. مثل الحيوانات المسعورة والجريحة ستعترف عصابات الإرهاب الآن بعدما تلقت من ضربات قاصمة، يعلن الإخوان أن هدفهم هو تخريب مصر والانتقام من شعبها الذى أسقط حكمهم البائس. تهرب باقى جماعات الإرهاب من مطاردة الجيش والشرطة فى سيناء لكى توجه ضربة يائسة هنا أو هناك، لم تعد المشكلة معهم هى الإرهاب فقط.. بل الخيانة. حادثة الإسماعيلية تعيد إلينا حديث قائد الجيش الثالث اللواء عسكر قبل أسبوع، حين أشار إلى محاولات محكوم عليها بالفشل لاستخدام جماعات الإرهاب لفتح باب المستحيل بالحديث عن «تدويل القناة»!!.. هل للخيانة وجه أقذر من ذلك؟!