بيان غريب أصدره المجلس القومى للمرأة طلب فيه وقف عرض ما وصفه ب«الأفلام الهابطة والمتدنية أخلاقيًّا» فى دور السينما فى عيد الأضحى، وعلى ما يبدو أن المجلس بعد سنوات طويلة من البحث ومن العمل فى مجال المرأة والمجتمع اكتشف أخيرا أن السر وراء انتشار ظاهرة التحرش الجنسى بمصر، هو أفلام السينما! حيث شدد البيان على أن تلك النوعية من الأفلام لا تتلاءم مطلقًا مع الأوضاع والظروف السياسية التى تشهدها البلاد خلال المرحلة الانتقالية، مستطردًا «التى تستوجب من الجميع العمل الجاد والالتفاف حول مصلحة الوطن»، كما عبر البيان عن استيائه الشديد جراء عرض تلك النوعية من الأفلام خلال عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن تلك النوعية من الأفلام تؤدى إلى ازدياد واستفحال معدلات التحرش الجنسى بالشارع المصرى، مضيفا «وهى الظاهرة التى نعانى منها جميعًا بصورة تهدد أمن وسلامة المجتمع المصرى». البيان لم ينسَ كذلك أن يستنكر بشدة الإعلانات التى تبثها بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للدعاية لتلك الأفلام، لافتًا إلى أنها تسىء إلى الأخلاق والمبادئ والقيم الأصيلة للأسرة المصرية، كأن المشاهدين لا يمتلكون عقلا وسيقومون بتقليد كل التصرفات السيئة التى يعرضها الفيلم. البيان استغربه بشدة إبراهيم فخر مؤلف فيلم «8%»، مؤكدا أنه ضد أى حملة مقاطعة تتخذ موقفا قبل عرض ومشاهدة الفيلم، ودعا الجميع إلى مشاهدة الأفلام أولا ثم الحكم عليها، بل وأخذ كل الطرق التى يراها ممكنة لوقف عرضها. بينما أكد أحمد بدوى مدير عام شركة «نيوسينشرى» المشرفة على إنتاج فيلم «القشاش» أن الفيلم محترم ولا يحتوى على أى مضامين خارجة ورفض أى تعليق على الفيلم، إلا بعد مشاهدته واصفا دعوى المجلس بالمبالغ فيها وغير المنطقية. بينما وصف شريف رمزى أحد أبطال فيلم «هاتولى راجل» بيان المجلس بالقرار الجاهل لأن أى موقف يتخذ من أى عمل فنى قبل مشاهدته يؤكد أنه قرار جاهل، لأن المجلس اتخذ موقفه من المقاطع الدعائية للأفلام من وسائل الإعلام ولم يشاهد الفيلم ويبرز نقاط اعتراضه عليها. البيان ناشد كذلك الأجهزة الرقابية، والمسؤولين بالتدخل السريع واتخاذ قرار حاسم بمنع ووقف عرض تلك الأفلام المسيئة «حفاظًا على القيم والمبادئ، وحماية للمجتمع من استفحال ظاهرة التحرش المؤسفة»، وهنا علق المخرج أحمد عواض رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية قائلا إن هناك عددا من المشاهد تم حذفها بالفعل من أفلام العيد لأسباب أخلاقية، كذلك تم حذف بعض الأغنيات، لأن الرقابة رأت فيها خروجا على الآداب العامة فى دور العرض. وأوضح عواض أنه يبحث حاليا مع مسؤولى المحطات الفضائية حذف تلك المقاطع من الإعلانات، مؤكدا أنه يناشد ضمائرهم، كما أنه يحاول حل الموقف مع المنتجين بشكل ودى، لأنه قانونا ليس لديه سلطة على الفضائيات.