يبدو أن روح "بوعزيزي" المواطن التونسي الذى كان شعلة فتيل مظاهرات تونس والاحتجاج على نظام حكم بن على، ترفرف مجددًا، ولكن هذه المرة ظهر في المغرب على صورة بائع أسماك. محسن فكرى، بائع أسماك لقي مصرعه حيث طحنته "شاحنة نفايات" الجمعة الماضية خلال محاولته منع عناصر أمنية من مصادرة بضاعته بحجة أنها مخالفة بمدينة الحسيمة بالمغرب. من هو محسن فكري "بائع السمك" المغربي؟ "محسن فكري" أو كما لقب بشهيد الحسيمة، ولد بمدينة "إمزورن"، في سبتمبر عام 1985، ينتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، والده كان يعمل لسنوات بمجال التعليم والتدريس، وهو الابن السادس من بين 8 أشقاء. وبحسب موقع "أخبارنا المغربية" انقطع محسن عن الدراسة في السنة الأولى من التعليم الثانوي، حيث كان يدرس بإحدى ثانويات "إمزورن"، وعمل كمساعد لأحد تجار المدينة في مجال تجارة السلع والمواد الغذائية، بعد ذلك قرر الالتحاق بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالحسيمة، ليحصل على دبلوم بحار. حصل محسن المعروف لدى ساكنة إمزورن بأخلاقه الطيبة على مركب للصيد من أجل الشروع في ممارسة نشاطه كبحار، لكنه لم يستمر في هذا المجال سوى سنتين، ليعود مجددًا للتجارة. تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته بخصوص آخر لحظات حياته، يؤكد نشطاء من مدينة الحسيمة، أن محسن اقترض مبلغًا ماليًا وتوجه صوب المرسى، واقتنى كمية من السمك بهدف إعادة بيعها للحصول على بعض الأرباح لإعالة أسرته الكبيرة. وبعد شحن البضاعة أمام أنظار أمن المرسى، انتقل محسن إلى وسط المدينة - حيث فوجئ بأمن المدينة يوقفه لأن شحنته غير قانونية، فقام بإلقاء نفسه وسط شاحنة للنفايات احتجاجًا على مصادرة أسماكه من قبل السلطات الأمنية. فيما أوضحت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، في بلاغ لها، أن هذه الشاحنة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من قبل المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة. في الوقت الذي نفى بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني الأخبار التي راجت حول طلب رجال الشرطة لرشوة من "محسن فكري" لصرف النظر عن سلعته، وأن مسؤولًا أمنيًا هو من أعطى تعليماته لسائق الشاحنة بتشغيل آلية الضغط على النفايات لقتل الشاب الثلاثيني. كما أكدت المديرية، في البلاغ، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية شرعت في "إجراء بحث شامل ودقيق في الحادث الذي هز المغرب أهالي "ريف المغرب" يحتجون.. ومسيرات حاشدة بعد مقتل "بائع السمك"! شهدت مدينة الحسيمة طيلة ليلة الجمعة، وأمس السبت، احتجاجات واسعة إثر مصرع محسن فكري في شاحنة للنفايات، ونشطت عدة "هاشتاجات" تم التعليق عليها والتفاعل معها بشكل واسع مثل: #طحن_مو #شهيد_الحكرة #محسن_فكري وتداول النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منشورات أكدوا خلالها أن بائع السمك "محسن فكري" الذي ابتلعته آلة المعصرة داخل حاوية شاحنة القمامة، "قُتل ولم ينتحر"، وجاء رد النشطاء الحسيميين بعدما راج، خبر مفاده أن فكري أقدم تلقائيًا على الانتحار بإلقاء نفسه داخل حاوية شاحنة للنفايات، بسبب إحساسه ب"الحكرة"، بعد حجز بضاعته المتمثلة في كميات كبيرة من الأسماك، وهو ما دعا النشطاء إلى الرد على أنه مات مقتولًا. أما المدن التي أعلن نشطاء عن خروج تظاهرات بها هي: الحسيمة، الرباط، طنجة، القنيطرة، الدار البيضاء، مراكش، تطوان، بني ملال، القصر الكبير، سيدي سليمان، وجدة، إمزورن، الصويرة، بوكيدان، أكادير، بني بوعياش، والناضور.