طارق إمام: رواية ياسر عبد الحافظ صراع أفكار.. وفادى عوض: الكاتب تعمد معاداة السياسة واكتفى بالدلالات «رواية معقدة مختلفة عما نقرؤه هذه الأيام، ولا يمكن التعامل معها باعتبارها نصا مسليا»، هذا ما اتفق عليه الحضور فى حفل توقيع رواية «كتاب الأمان» لياسر عبد الحافظ، الذى نظمته دار التنوير، لمناقشة الرواية الثانية للكاتب، بحضور عدد من الكتّاب والمثقفين، قاموا بقراءة نصوص من الرواية، أبرزهم طارق إمام، ومحمد شعير. الروائى طارق إمام قال إن رواية «كتاب الأمان» رواية بوليسية بشكل مختلف، حيث الصراع فيها صراع أفكار، كما أن كل تفاصيلها بداخلها الظاهر والباطن، مضيفا أن فكرة التحقيق مع مصطفى إسماعيل بقصر الاعترافات داخل الرواية هى فكرة ظاهرية، باطنها تدوين ما هو شفوى، بالإضافة إلى شخصية مصطفى إسماعيل التى تتسم بصفات خارقة يمكن وصفها بالإلهية، وقدرته على الدخول إلى أى مكان، هى فكرة ظاهرية أيضا تحمل الكثير من الدلالات. إمام أضاف أن شخصية خالد مأمون بالرواية تقدم طريقة كتابة فوق الكتابة، فخالد يكتب نقلا عن مصطفى، كما أنه يكتب أفكاره حول ما يدونه، مشيرا إلى أن هناك مستويين للرواية، مستوى البحث، والمستوى التأملى وتدوير الأفكار، كما تنتقل الرواية بين الحركة والسكون، وتختلف اللغة بين هذا وذاك. صاحب رواية «ضريح أبى» قال: الغريب فى «كتاب الأمان» أن الأفكار فى الحركة لما فيها من صراعات، بينما الأفعال هى السكون بسبب حال التصالح بين الشخصيات، وهم جالسون على المقهى على سبيل المثال، موضحا أن المختلف فى الرواية تحوّل الشخصيات لا يحدث لأسباب كبرى كما يحدث عادة فى الدراما، إلا أن تحوّل الشخصيات يحدث تزامنا مع ظهور مصطفى إسماعيل الأستاذ الجامعى الذى تحوّل إلى لص محترف. وقال الناقد فادى عوض إنه قرأ «كتاب الأمان» عدة مرات لما فيها من عوالم متداخلة، وعلاقات معقدة تربط الشخصيات، مضيفا أن الكاتب قام بصناعة الرواية بمهارة شديدة، حتى تشعر أن خالد مأمون الذى يروى قصة اللص مصطفى إسماعيل هو الكاتب الحقيقى لهذه الرواية وليس ياسر عبد الحافظ، مضيفا أن القارئ يشعر فى نهاية الرواية بأن جميع الشخصيات مصحوبون بلعنة ما خاصة بهم. من جانبه قرأ مدير دار «التنوير» أشرف يوسف ما كتبه الراحل هانى درويش عن رواية ياسر الأولى «بمناسبة الحياة»، حيث كتب هانى آخر أبناء التمرد والقطيعة الاختيارية مع ذلك الإرث المثقل، هو الروائى ياسر عبد الحافظ، الذى قدم روايته الأولى «بمناسبة الحياة»، والتى تبدو بإجهادها للقارئ التقليدى، محاولة للاشتباك مع ما اصطلح على تسميته «القارئ السلبى».