نشرت الوسائل الإعلامية مشاجرات وقعت بين مسلمين وأقباط في محافظة قنا، على أنها أحداث طائفية، وظهر جليًا خلال تغطية وسائل بعينها خلال العامين الماضيين بعناوين تحمل في طياتها مقاصد تمهد لصناعة فتن طائفية، بينما لم يكن واقعها ألا صراع على أراضٍ زراعية تارة، ومنازل تارة أخرى. وتقدم بوابة "التحرير الإخباري" بين سطورها نموذج لشخص من محافظة قنا، يمثل أوضح مثال على تعانق وتداخل سلام القرآن الكريم ومحبة الإنجيل؛ عاطف صبحي، الذي تقاسم الأحزان والأفراح مع جيرانه المسلمين، ولم يكن يومًا بعيدًا عن إخوانه المسلمين في جميع مشكلاتهم وأفراحهم. هنا في مركز قوص جنوب محافظة قنا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية، بعدما قام المواطن القبطي، عاطف صبحي، بالمعاش، بتطبيق المعني الأول والأوحد للوحدة الوطنية بعدما بدأ حفل زفاف نجله بتلاوة "القرأن الكريم". قال شهود عيان بمركز قوص جنوب محافظة قنا، إن القبطي الذي لا يفرق في تعامله مع المسلمين والأقباط، بدأ حفل زفاف نجله، الذي استمر حتي الساعات الاولى من صباح اليوم الأربعاء، والذي أقيم بشارع الشيخ عتمان غرب مركز قوص بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ عبد الوهاب القومي. ومن جانبه، أضاف صبحي في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن ما فعله كان لإيصال رسالته للجميع بأن الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط قائمة مهما كان ومهما حدث، وأنه لا يوجد فرق بين مسلم وقبطي في الأحزان والأفراح. وأشار صبحي، إلى إن المسلمين والأقباط جزء من النسيج الوطني المصري، وأن القرآن الكريم مثله مثل الأنجيل الذي نزل من السموات، وأنه أقبل على هذه الفكرة لإيصال تلك الرسالة للجميع، خاصةً أنه ترتبطه المودة والمحبة والرحمة بينه وبين جموع المسلمين.