فوجئنا بأن لقاء رئيس الوزراء المرتقب مع لميس الحديدي تم تأجيله، وقال إيه عشان ماتش الزمالك وصورنا متأخر، هذا ماتعذرت به لميس الحديدي لجمهورها بعد الإعلان المسبق عن اللقاء مع شريف اسماعيل، ليه هو ماتش الزمالك جه فجأة ولا إيه. عرضت لميس الحديدي، فقرتين فقط من حوار رئيس الوزراء، وغيَّرت برنامجها إلى مسار آخر، ورحَّلت اللقاء لليوم التالي. عندما سألته الحديدي ،الشعب حيشوف النتائج الإيجابية إمتي ، فقال ثلاث سنوات. لقد وُعِدْنا وعد من الرئيس بأن مصر حتكون أد الدنيا بعد عامين، انتظروا عامين وحتتفاجأوا مصر حتكون إزاي، لم نسمع برنامجاً رئاسياً وقتها، ولكننا وثقنا في كلام الرئيس، وتصورنا وتخيلنا، أن هناك خطة جهنمية مجهزة، من مدير مخابرات حربية سابق، وإنه عارف هو بيعمل إيه، ومش عايز يكشف عن خطته، عشان أهل الشر، ومر العامين وداخلين على نصَّاية كمان، والدنيا بتسوء، الآن يقول لنا رئيس الوزراء، 3 سنين، ثلاث سنين، لن يكون شريف إسماعيل موجود بكل تأكيد، سواء استمر الرئيس لفترة ثانية، أكيد حيغير عتبة، هذا إن لم يضحي بشريف إسماعيل قبل ذلك، ولإن شريف إسماعيل في سنة أولى سياسة، أحب أقوله يقرأ تاريخ مصر الحديث من الناحية السياسية، في الأنظمة السلطوية، الرئيس بيشيل رئيس وزرا أو بيشيل وزير داخلية، عشان يغسل مرحلة ويهدي الشعب، ويكون هو الشماعة، ألم يسمع الإعلام وهو يقول الرئيس كويس بس اللي حواليه وحشين، الرئيس سريع بس اللي حواليه بطيئين، السوشيال ميديا بتتجاوز أكتر، وبتقول الرئيس أيه واللي حواليه إيه، شوف إنت، إذا كنت من المتابعين للسوشيال ميديا أو أحد أولادك، حيقولو له إيه اللي بيتقال، كم رئيس وزراء مر على مصر في عصر مبارك. فؤاد محي الدين وكمال حسن علي وعلي لطفي وعاطف صدقي وكمال الجنزوري وعاطف عبيد وأحمد نظيف، وعاطف صدقي الله يرحمه اللي حافظ علي الدولار لمدة 9 سنين كاملة، وليس مجرد محافظة على العملة، ولكن بالفعل كانت مرحلة نهضة اقتصادية وتصنيع وإنتاج وسياحة، رغم إن الإرهاب كان موجود عشان مايكونش فيه حجة، ده عاطف صدقي نفسه تعرض لمحاولة اغتيال. هذا كان قبل الثورة، بعد الثورة معدَّل التغيير كان أسرع، من أحمد شفيق، لعصام شرف، لكمال الجنزوري، لهشام قنديل، لحازم الببلاوي، لإبراهيم محلب، لسيادتك، إنت رقم 7 حضرتك في ست سنوات، يعني عمرك الافتراضي في الوزارة انتهى، ولأن لك مميزات خاصة عن سابقيك، فربما يستمر بقاؤك فترة كٌمَالهْ (بس مش من عند أبو طارق) من عند أبو مصطفى. المقطع الثاني اللي قاله ونقلته لميس الحديدي، عندما سألته مفكرتش تقدم استقالة، قال لا أتخلى عن مسؤولياتي، وقالت له متي تقدم استقالتك، قال لما يتقالي شكراً. هي دي المشكلة الحقيقية، لم يعرف هو جه ليه ولا حيعرف هو مشي ليه، جه لما اتقاله اتفضل تعالي إحلف اليمين، ومؤهلاته الوحيدة إنه بيعرف يبصم، ومبيتلامضش كتير ولا قليل بصراحة، الراجل كافي خيره شره طول عمره، وعشان يجلس مع لميس الحديدي، قعد يحفظ مع مستشاره السياسي الإسكريبت ييجي أسبوع، ومؤكد الأسئلة كانت مجهزة ومعدة ومتراجعة كويس، ورغم ذلك الموضوع ماظبطش، ودخل على المونتاج، ولإن الموضوع مكلكع، مش عارفين يقصوا إيه ولا إيه، اضطروا يأجلوا العرض ليوم آخر، ومش بعيد يكون قاعد في ستوديو دلوقتي بيعيد مقاطع، وأكشن، وإعادة لعاشر مرة، والمخرج والمستشار السياسي حيشدوا في شعرهم، وهو بيشر عرق، الله يمسيك بالخير ياحمدين ياصباحي، يجلس بالثلاث ساعات علي الهواء، لا يهتز له جفن، ولا يعرف أسئلة، ولكنه مخضرم سياسياً، هذا هو الفارق، ليس صباحي وحده، السناوي، الشوبكي، وحيد عبدالمجيد، وآخرين كثر يعرفون كيف يتحدثون، ويعرفون كيف يناورون إذا لزم الأمر، وإذا كان الحديث متعلق بالشؤون الخارجية، وبدول جاره وصديقة. المشكلة إن شريف اسماعيل وأنا مشفق عليه، جاي يشتغل شغلانة مش شغلته، هو كان مهندس بترول ناجح، بس سياسي ورئيس وزراء فهذا محل شك، ويجلس مع الإعلام ومع مذيعة مخضرمة ومرعبة زي لميس الحديدي، أكيد كانت ركبه بتخبط في بعضيها، وبادي من الحوار، آداؤه الحركي، وأي محلل نفسي للغة الجسد حيوديه في داهيه (حيشرده) هذا كان بادياً من مقطعين لا يتعدوا الدقيقتين. وأنا أستحلفه بالله وبذمته، يقولي قرار وحيد أخده، يقولي وزير واحد هو اختاره، يقولي عرف موضوع تيران وصنافير إمتى، بل يقولي أصلاً هو قرا اللي مضى عليه ولا لأ. شريف بيه إسماعيل، التاريخ سيكتب وأبناؤك وأحفادك سيقرأون ، سيقرأون عن سعد زغلول، ومصطفي النحاس وعاطف صدقي، وسيقرأون عن شريف إسماعيل، لا تضع أحفادك في موقف حرج. أنا أعرف طبعاً أنك لا تملك الاستقالة، والاستقالة في أوقات زي اللي إحنا عايشينها، معناها إنك مش حتروح بيتكم، حتشرف جنب وزير الزراعة السابق. طيب بلاش الاستقالة، فكر مع نفسك كده واجلس مع مجلس الوزراء، وخد قرار مهم بشكل منفرد، وساعتها مش حيكون فيه كمالة أيضاً. فكرة تالتة، خد بعضك واجلس في مكان ريفي جميل، إذا كان لديك عزبة هنا أو هناك، أو على شاطئ البحر في الشاليه الموجود هنا أو هناك، وأغلق كل تليفوناتك، وخاصة التليفون البرايفد المتصل بالرئاسة مباشرة، أو بالأوضة الضلمة إياها، أو خليه في وضع الطيران، وقوله الشبكة كانت وحشة ياريس، وقتها أيضاً لن يكون هناك كمالة. الفقر ارتفع إلي 27% طبقاً لإحصاءات الحكومة، الأمية تحوم حول نفس الرقم، تقييمنا التعليمي في أدني مستوياته، تقييمنا الصحي في أدنى مستوياته، تقييمنا من حيث حقوق الإنسان والشفافية في أدنى مستوياته، ومؤخرا ًتصنيفنا قضائياً في أدنى مستوياته.. 110 عالمياً، والأخير عربياً، الشعب لن يقول شكراً ياشريف بيه، الشعب بيقول إرحل يعني إمشي.