عشر سنوات كاملة هى عمر ساقية عبد المنعم الصاوى، تسع سنوات منها كان الجميع يتحدث فيها بفخر عن المكان، وتوجهات القائمين عليه التى كانت تبدو أكثر انفتاحًا، وإجراءات المكان التى تبدو أقل تعقيدًا بكثير من المؤسسات الثقافية الحكومية، وعلى مساحة 5000 متر، أسفل كوبرى 15 مايو كان يتجمع المئات ويلتفون حول موسيقيين يحبونهم، وأمام شعراء وروائيين وأساتذة فى السياسة والإعلام، والطب، والشريعة. لكن أصبح المكان الذى كان يستقبل ما يقرب من 1500 شخص بشكل يومى، أقل زحاما بكثير.. السبب الرئيسى، وحسب ما صاغه مجموعة من المطربين الشباب والفرق الغنائية الكبرى التى كانت تختار الساقية دوما لإقامة حفلاتها بها، هو توجهات صاحبها المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، فى أثناء إعداد دستور 2012 فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، حيث وجدوا أن المكان لم يعد يشبههم، خصوصا أن آراءهم كانت تتناقض تماما مع ما يدعو إليه الصاوى، فمثلا فرقة مثل «كايروكى»، و«المغنى خانة» تستطلعان أولًا آراء جمهورهما فى الأماكن التى تقدمان فيها حفلاتهما، وقطاع كبير منهم يرفض الساقية، حيث إن هناك ما يشبه المقاطعة الشعبية غير المعلنة للساقية. وهو الأمر الذى تحاول دار الأوبرا المصرية أن تستغله بشكل إيجابى، بأن تأخذ الجمهور الذى أشاح بوجهه عن ساقية الصاوى إليها، عن طريق إقامة حفلات لفرق شابّة، ولمطربين يجذبون هذا القطاع، مثل حفل فرقة «بساطة» التى تقدم أغنيات مصرية معاصرة فى السابعة من مساء الخميس الموافق الثالث من أكتوبر على المسرح المكشوف، وكذلك حفلات للمطرب الشاب محمد محسن، أيضا تحاول دار الأوبرا الاتفاق مع فنان الجاز العالمى يحيى خليل، لزيادة عدد حفلاته فى الأوبرا خلال الموسم المقبل، هذا بخلاف استمرار دار الأوبرا فى تنظيم حفلات الموسيقى الشرقية المعتادة، وأيضا حفلات الباليه العالمية، وكذلك الصالونات الثقافية. فى الوقت الذى اكتفت فيه ساقية الصاوى بتقديم سبع حفلات فقط خلال هذا الشهر، منها حفلة لمحمد محسن، وأخرى لعلى الهلباوى، وهو نصف عدد الحفلات تقريبا الذى كان يتضمنه الجدول الشهرى للساقية.