حذَّر رئيس ائتلاف "دولة القانون" العراقي نوري المالكي من خطورة التدخل التركي في العراق لما له من نتائج مدمرة على وحدة الموصل وأهلها وعلى العراق أجمع. وقال المالكي - في كلمة له اليوم السبت بمناسبة قرب انطلاق عملية تحرير نينوى - إنَّ الاستعدادات الحالية لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم الدولة "داعش" تستهدف الحفاظ على حدودها الإدارية وإعادة جميع أبنائها من كافة المكونات العراقية إليها وعدم التلاعب بخريطة التعايش المشترك. وأضاف أنَّ استعدادات القوات المسلحة والحشد الشعبي تتصاعد لتحرير الموصل التي أسقطتها المؤامرة التي اشترك فيها قوى داخلية وخارجية، مشدِّدًا على أهمية الحفاظ على وحدة الموصل. وأوضَّح أنَّ الذين ساهموا بإسقاط الموصل يتحركون وفِي طليعتهم تركيا للتلاعب بتكوينها وحدودها وبشكل يجانب كل القيم والاعراف الدبلوماسية، مؤكِّدًا أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخل بشكل سافر في الشأن العراقي، لافتًا إلى أنَّ الحشد الشعبي لا يتحرك وفق أطماع ولَم ينسحب يومًا من ميادين القتال ومشاركته ضرورية في معركة الموصل. يُذكر أنَّ الحكومة العراقية طالبت تركيا مرارًا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب "بعشيقة" بالموصل في ديسمبر 2015 دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد. وحذَّر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من مواجهة عسكرية وحرب إقليمية بسبب تدخلها في الموصل، وقال: "نخشي من أن تتحول المغامرة التركية في الموصل إلى مواجهة إقليمية وندعو الحكومة التركية إلى عدم التدخل في الشأن العراقي". وعقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا في ديسمبر الماضي أدان توغل القوات التركية وأكَّد دعمه للعراق في مساعيه الداعية لانسحابها بشكل كامل. وكانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت السفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي، في 13 أكتوبر الجاري، وسلَّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستفزازية والتدخل في الشؤون الداخلية العراقية، ووجود القوات التركية في معسكر "بعشيقة" شمال شرقي الموصل دون موافقة حكومة بغداد.