وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما كلمة للشعب الأميركي، اليوم الأربعاء، من البيت الأبيض حول سوريا، حيث يحاول حشد دعم أكبر عدد من الأميركيين لسياسته تجاه سوريا عن طريق شرح أسباب وجوب معاقبة الأسد. وقال أوباما: "كنت أعارض التدخل العسكري لكن الوضع تغير بعد استعمال السلاح الكيماوي"، مؤكداً أن نظام الأسد يتحمل مسؤولية استعمال السلاح الكيماوي في الغوطة، ومشيراً إلى أن العالم لا يمكن أن يغفر مثل هذه الجرائم. وأضاف أوباما: "من مصلحة أمننا القومي أن نرد على استعمال السلاح الكيماوي"، حيث أن القتال في سوريا قد يهدد حلفاء الولاياتالمتحدة. وأكد أوباما أنه لن يضع أي قوات برية في سوريا ولن يدخل في حرب واسعة، مؤكداً أن الضربة المحدودة ستدفع الأسد وأي ديكتاتور آخر إلى التفكير قبل استعمال الكيماوي. وأضاف: "نظام الأسد ليس لديه القدرة على تهديد قواتنا العسكرية". وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن أوباما سيؤكد في كلمته أن أي عمل عسكري أميركي في سوريا سيكون محدود النطاق والفترة الزمنية، كما سيشير في خطابه إلى الشكوك الأميركية حول المبادرة الروسية. وسيشرح أوباما للأميركيين كيف أنه من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة أن تواجه سوريا عواقب عن هجوم بأسلحة كيماوية في 21 اغسطس يقول مسؤولون أميركيون أنه أودى بحياة 1429 شخصاً. ويقول أوباما ومستشاروه للأمن القومي أن عدم اتخاذ إجراء للرد على هجوم الغاز السام سيثير مخاطر بتشجيع أعداء الولاياتالمتحدة على محاولة الحصول على أسلحة كيماوية واستخدامها ضد أهداف أميركية. مهمة صعبة أمام أوباما وتبدو مهمة أوباما معقدة بسبب التطورات المتسارعة في هذا الملف وخصوصاً بعد الاقتراح الروسي الذي وصفه الرئيس الأميركي بأنه قد يكون "اختراقاً كبيراً". يذكر أن الرئيس الأميركي قام بخطوة تراجعية أولى في 31 أغسطس عندما أحال موضوع الضربة التي كانت تبدو وشيكة على سوريا إلى تصويت الكونغرس، إلا أنه عاد وطلب من الكونغرس تأخير التصويت على التصريح بضربات عسكرية ضد سوريا لمنح روسيا وقتاً لحمل سوريا على تسليم أي أسلحة كيماوية بحوزتها، بحسب تصريحات أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي عقب لقاء مع أوباما بمبنى الكونغرس مساء الثلاثاء. ويدافع أوباما منذ عشرة أيام عن قراره القيام بعملية عسكرية "محدودة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بهدف معاقبته على استخدامه أسلحة كيماوية في هجوم بريف دمشق. لكن الاثنين، وفي وقت استدعت الرئاسة الأميركية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لدعم خيارات أوباما لضرب سوريا، قامت روسيا مجدداً بتغيير المعادلة بإعلانها الاقتراح على حلفائها في النظام السوري بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي ومن ثم تدميرها، في مبادرة سارعت دمشق إلى "الترحيب" بها. وبدا تغيير النبرة في البيت الابيض سريعاً: فقد تحدث أوباما الذي أجرى ست مقابلات صحافية مع قنوات تلفزيونية أميركية كبرى، عن "اختراق كبير" ممكن في النزاع السوري المستمر منذ عامين ونصف العام. ويبدو الرأي العام من جهته غير مقتنع بضرورة قيام واشنطن بالتدخل مجدداً في الشرق الأوسط، وذلك بعد عودة آخر الجنود الأميركيين من العراق قبل 21 شهراً ودخول الانتشار العسكري في افغانستان عامه الثالث عشر.