قرر الرئيس السادات في مارس 1976 السماح بإنشاء ثلاثة منابر داخل الاتحاد الاشتراكي ليعبر كل منها عن أحد التيارات السياسية فظهر تنظيم الأحرار الاشتراكيين، ليمثل اليمين، وتنظيم مصر العربي الاشتراكي ليمثل الوسط، وتنظيم التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، ليمثل اليسار، ثم أعلن السادات تحويل التنظيمات السياسية الثلاثة إلى أحزاب، "التحرير" تجري حوارًا مع الدكتور مدحت نجيب، رئيس حزب الأحرار، أقدم وأعرق الأحزاب المصرية، وجاء في نص الحوار: متى وكيف تأسس حزب الأحرار؟ حزب الأحرار من أقدم الأحزاب المصرية، تم إنشائه بموجب القانون 40 لسنة 1977، حيث كانت هناك ثلاثة منابر نتج عنها ثلاثة أحزاب، وهي اليمين ممثلا حزب الأحرار، برئاسة مصطفى كامل مراد، واليسار حزب التجمع، برئاسة خالد محيي الدين، والوسط حزب مصر العربي الاشتركي، برئاسة محمد أنور السادات، الذي أصبح الحزب الوطني الديقراطي فيما بعد. وماذا عن اسهامات الحزب في العمل السياسي والعام؟ كان لحزب الأحرار باعًا كبيرًا في في السياسة الخارجية والداخلية وبناء الاقتصاد الوطني، ووصل عدد نوابه في البرلمان 75 عضوا، وشكل الحزب منظومة كاملة تجمع بين السياسة والاجتماع والاقتصاد، وعمل على مراعاة ظروف المواطن في الشارع وكنا نمتلك 18 إصدارًا تابعة لجريدة الأحرار، وأنشأنا أول جريدة يومية معارضة في مصر، وكنا الجريدة الوحيدة التي تمتلك مطبعة خاصة بها. لماذا تراجع نشاط الحزب في الآونة الأخيرة؟ بسبب ضعف الإمكانيات، وأيضًا الصراعات على رئاسة الحزب بعد وفاة مؤسس الحزب مصطفى كامل مراد سنة 1998، هي السبب الرئيسي للتدهور، فلقد حدث كثير من الصراعات على رئاسة الحزب، بين 11 متنازع منهم أنا والمرحوم طلعت السادات، ورجب حميدة ومحمد فريد، وسبعة آخرين، حتى تمت الدعوة لمؤتمر عام في 2013 وشكلنا مجلس رئاسي وتم تنصيبي رئيسًا له، لينتهي الصراع ونبدأ مرحلة جديدة. ما الفرق بين نشأة الأحزاب قديمًا وحديثًا؟ الأحزاب قديمًا كانت تنشأ بدافع الوطنية الشريفة بداية من حزب مصر القومي برئاسة الأقصري، والوفد والناصري، من إجمالي 16 حزبا قديمًا، أما بعد الثورة للأسف هناك بعض الأحزاب قامت بسبب المال، فهناك رأسمالية بحتة في بعض الأحزاب، إلا أن هناك أحزاب حديثة محترمة على سبيل المثال الحزب المصري الديمقراطي. كيف كان موقفك من الإخوان أثناء توليهم الحكم؟ كنت ضد الإخوان، فأنا أحد المؤسسين لتيار الإخوان مع المستشار الفضالي، ونظمنا العديد من المؤتمرات واللقاءات بهدف إسقاط هذا النظام، وكنت من أوائل الذين تقدموا بدعاوى لتقديم "مرسي" لمحكمة الجنايات أثناء رئاسته، وقد تردد اسمي لحمل حقيبة وزارة الاستثمار في وزارة هشام قنديل الإخوانية ولكني رفضت هذا رفضًا باتًا لأنه لا يشرفني العمل مع هذه الحكومة الفاشلة. كيف ترى 25 يناير و30 يونيو؟ 25 يناير و30 يونيو ثورتان مكملتان لبعضهما البعض، الأولى كانت تعبير عن غضب شعب كامل، بدأت بغضب على الشرطة ثم اسقطت نظام كامل، وكانت بهدف التغيير والرغبة في معيشة أفضل، أما 30 يونيو، كانت أقوى لأنها تعبر عن سقوط نظام لم نرضى عنه، كيان كامل من رئيس وحكومة وأنصار للإخوان، بعد عام كان بالنسبة للمصريين كابوسًا. ما هو سبب سقوط الإخوان؟ الإخوان سقطوا لأنهم لا يملكون الخبرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأيضًا السياسية، والقيادة فن لا يملكه الإخوان، إذن عدم الخبرة وعدم التخصص، وعدم وجودة رؤية في التعامل مع كافة البشر، إلى جانب اعتمادهم في أخذ القرارات على مرشدهم. هل للإخوان دخل فيما يحدث من اضطرابات أمنية واقتصادية؟ بالطبع لا.. وأن كان هناك بعض بقايا للإخوان في عدد من الأماكن بالدولة، لا يجب أن نحملهم مسئولية ما يحدث، لأن هناك بعض القصور في الأجهزة الموجودة في الدولة، كما أؤكد أن هناك مؤامرات خارجية تريد تقسيم العرب ومصر، ولقد أرسل الله السيسي لينقذ مصر والعرب من هذا المخطط الذي يخدم في النهاية إسرائيل واللوبي الصهيوني. هل تتوقع حدوث مصالحة سياسية مع الإخوان؟ لا أتوقع أن يتصالح النظام مع من لوثت يداه بالدماء، ولكن من انحرف فكره ورغب في العودة فلا مانع، وأقصد هنا من تم تغييبهم وجاء الوقت ليفوقوا، أما بالنسبة لقيادات الإخوان فلن يتم الصلح معهم، ولا أقبل ذلك بشكل شخصي، لأنهم قتلوا الكثير من الأبرياء، وأدعوا الله أن يهديهم. ما هو تقييمك لآداء الرئيس السيسي خلال العامين الماضيين؟ الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية حقق أحلامي التي كنت أنادي بها أيام مبارك، والتي تتمثل في تطبيق سياسة تنويع السلاح، وخلع العباءة الأمريكية، ولم يعتمد على دولة وحيدة في التسليح، وعمل شراكة استرايجية في تقوية الجيش المصري وجعله من العشرة الأوائل على مستوى العالم، والأول عربيًا وإفريقيًا وفي مركز متميز على مستوى الشرق الأوسط، وسنجني ثمار مشاريع السيسي العملاقة خلال المرحلة القادمة. وماذا عن آداء حكومة شريف إسماعيل؟ لم أرض عنها، وخاصة بعض الوزرات الفاشلة ومنها المالية والصحة والاستثمار، وأحذر من رفع التأمينات على المواطنين، ولا بد هنا أن نشير إلى أن الوزارات السيادية تقوم بمهمتها على أكمل وقت ولا نستطيع أن نتحدث عنها. كيف ترى مجلس النواب؟ أغلبية النواب يعبرون عن فئة خاصة وليس عن الشعب، فهم يعملون من أجل طبقة بعينها، وهناك بعض الإجابات القرارات والقوانين يتم الاتفاق عليها من خلال تكتل قوائم في حب مصر، أو دعم مصر، فنحن بصدد حزب وطني جديد، وأرى أن الأحزاب لم تمثل تمثيلًا مشرفًا. كلمة توجهها لرئيس البرلمان؟ أقول له إن الحساب أمام الله، يا سيادة الرئيس راعي الله قبل أن تراعي الشعب، غالبية الشعب فقراء ونريد أن يكون لهم النصيب الأكبر، وليس للأغنياء، عبئك كبير ولكن أنظر لهؤلاء، لا ترضى أن يكون هناك قانون جاحد يضرهم، وحاول أن تساعد الشباب، وتعمل من أجل الفقراء والغلابة. كيف ترى مستقبل مصر؟ مصر ستصبح من كبرى الدول من الناحية الاقتصادية والأمنية إذا استكمل ما بعد خريطة الطريق، وستصبح دولة رائدة ومصدرة للغاز والثروات النفيسة إذا كشف عن ثرواتها الحقيقية.