لا يجد حرجاً في الحديث عن بشاعته، بل يعتبرها وقوداً يستمد منها قوته ويزعم بأنها «سر» تألقه. الفرنسي فرانك ريبري الذي تُوج مع فريقه بايرن ميونيخ بالفوز بالكأس «ذات الأذنين» نهاية الموسم الماضي، احتفل (الخميس) الماضي بجائزة أفضل لاعب أوروبي، تلك «العروس» التي خطب ودها جميع اللاعبين إلا أنها أبت القبول بغير ريبري. لم يشأ الفرنسي المسلم الذي وُلد في مارسيليا نيسان (أبريل) قبل 30 عاماً أن يمحو تلك الندبات التي تعتري وجهه والتي كبرت معه بعد تعرضه لحادث مروري في طفولته كاد أن ينهي حياته، كونه يدرك بأن «الوسامة» لا تكفي للوصول إلى قلوب الجماهير، كيف لا وهو اليوم المحبوب الأول في ميونيخ، وفق استطلاعات الرأي. كم هو لافت أن يأتي اسمك بين هامتين كرويتين في كرة القدم الحديثة، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي احتكر الجائزة الأعوام الثلاثة الماضية، والبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قدر الأمور ورفض الحضور إلى موناكو يوم إعلان الجائزة، وكم هو عظيم أن تنال أكثر من 69 في المئة من نسبة التصويت، وتترك تلك الهامتين يتقاسمون ما تبقى منه. بنبرة بعيدة عن الغرور يعلق ريبري: «هو حلم طالما انتظرته» ويزيد: «رونالدو وميسي أفضل إمكانات مني، لكن الإنجازات التي حققتها مع فريقي هي من رجحت الكفة»، وتساءل أفضل لاعب أوروبي قبل تسلمه الجائزة: «الموسم الماضي لعبت في شكل جيد جداً وفزت بألقاب كبيرة، فلماذا لا يتحقق هذا الأمر؟». أصبح ريبري الذي خاض 74 مباراة دولية وسجل 12 هدفاً مع منتخب «الديوك» خامس فرنسي ينال جائزة أفضل لاعب في أوروبا، بعد ريمون كوبا، وبلاتيني، وجان بيار بابان، والجزائري الأصل زين الدين زيدان، وهو الرابع على الصعيد «البافاري»، بعد غيرلد مولر وبيكنباور، ورومينغيه، «ريبيري يستحق ذلك، التصويت كان صريحاً»، هذا ما قاله رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني والذي سلم الجائزة لمواطنه. بدأ ريبري رحلته مع بايرن ميونيخ في 2007، وأضاف قوة كبيرة في الفريق بفضل مراوغاته وتمريراته الحاسمة، تجلى في شكل أكبر مع قدوم الداهية العجوز يوب هاينكس خلفاً للهولندي فان غال، واستطاعا معاً حصد جميع الألقاب الموسم الماضي. وبما أن لغة الأرقام لا تكذب، فهي تقول إن بايرن ميونيخ فاز بجميع اللقاءات الموسم الماضي التي بدأ فيها ريبيري المباراة أساسياً، وأن نسبة التسجيل ترتفع بواقع 3.5 في المباراة. ولريبيري الفضل الكبير في فوز فريقه على بروسيا دورتموند الألماني في النهائي الأوروبي الموسم الماضي، إذ كان خلف الكُرتين اللتين أتى منها الهدفان. بعد أن قدم الكثير الموسم الماضي، يأمل أفضل لاعب أوروبي بأن يواصل في شكل أكبر هذا الموسم خصوصاً بعد قدوم الإسباني بيب غوارديولا إلى معقل «الأليانز أرينا»، والذي أكد أنه سيعتمد على ريبري بالطريقة ذاتها التي كان يتعامل بها ميسي, كان ذلك قبل احتفالهم سوياً ببطولة السوبر الأوروبي الجمعة الماضي أمام تشلسي الانكليزي.