«الزمان .. الساعة الواحدة والنصف من صباح أمس الإثنين.. المكان موقف سيارات الأجرة بعرب المعادي.. الحدث مشاجرة وقعت بين إثنين من سائقي الميكروباص بعد خلاف دار بينهما، واستعان كل منهما بأصدقائه، ولكن هذه المرة حاول أصدقائهما من السائقين إطفاء نيران الخلاف، وبالفعل واستكمل كل منهما رحلة "قوت يومه". مرت دقائق وتصادف مرور طرفي المشاجرة جوار بعضهما على الطريق، "جمال ن" من مواليد محافظة بني سويف والسائق الأخر- لم يستدل على عنوانه فعاودا شجارهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان بحضور أمين شرطة من قسم شرطة البساتين، والذي تصادف مروره بمكان الواقعة. «الأمين» حاول التدخل لفض المشاجرة، لكن يبدوا أن حدة الشجار بينهما منعتهما من الانصياع لأوامره، فقام بإخراج سلاحه الميري وأطلق منه رصاصة استقرت بجسد المجني عليه وأودت بحياته في الحال. «التحرير» انتقلت إلى مكان الواقعة وألتقت أصدقاء المجني عليه وأيضا الشاهد الوحيد على الواقعة، للوقوف على الحقيقة كاملة. "دا كان بيصلي الفرض بفرضه .. مش بيفوته ولا وقت وأكتر واحد جدع ومايحبش يشوف حد من السواقين بيعمل مشاكل مع زميله أو الزباين".. كلمات خرجت بمرارة من "عمرو محمد"، صديق السائق القتيل، والشاهد على الواقعة من البداية، حيث خرجا سويا من الموقف قبل أن تحدث المشاجرة وهما في طريقهما إلى الهرم. وتابع وهو يجلس قرفصاء ويضع رأسه بين كفيه: «قبل الحادثة بساعات كنت مع جمال، وقال لي ياعمرو أنا هروح أصلي العشاء ولو سمحت عايزك تقف جنب العربية وتحَملها وأنا هصلي وأرجعلك»، وباليل وقبل الحادثة بدقائق خرجت أنا وجمال الله يرحمه من الموقف وكنا في طريقنا للهرم وبعدين حصل اللي حصل». واستكمل: «كنا ماشيين على الطريق، وصاحب سيارة ميكروباص قفل الطريق علينا، وعربية جمال اتخبطت، ولما نزلنا عشان نعاتبه، حصلت مشاجرة بينا على الطريق، وفي لحظات لقيت أمين شرطة جي بيجري علينا وبيطلع الطبنجة من جنبه، وهو بيشتمنا، وأول ما كان قريب مننا، سحب أجزاء الطبنجة وراح ضارب "جمال" بالنار في رقبته». انتفض عمرو الشاب الثلاثيني قبل أن ينهي حديثه مردداً "حسبي الله ونعم الوكيل أنا مش هسيب حق صاحبي حتى لو هموت زيه" ألتقط رجل خمسيني أطراف الحديث ليؤكد «جمال كان دمث الخلق، دائم التصدق والعبادة، وتابع باكياً " جمال ولا قريبي ولا أخويا بس متربي هنا في الموقف، حسبي الله ونعم الوكيل».