مصدر مطلع: أي منظومة دفاع حول السد لن تبقى سرية.. ويمكن معرفة نوعها وأعدادها نشر الجيش الإثيوبي، خلال الأيام الماضية، عدة بطاريات دفاع جوي حول موقع إنشاء سد النهضة، فيما أوردت مصادر أخرى، أن أديس أبابا استعانت بالمظومة الإسرائيلية "سبايدر"، وهي فعالة في مواجهة المقاتلات على ارتفاع منخفض، ومدى صواريخا "قصير ومتوسط". المفارقة هنا أن الجانبين "المصري" و"الإثيوبي"، دائمًا ما يتحدثان حول أنه لا بديل عن الخيار التفاوضي لإنهاء أزمة سد النهضة، إلا أن ما أقدم عليه الجيش الإثيوبي يدل على استعداده ل"جميع الاحتمالات"، كما أن الحديث عن "أسلحة إسرائيلي"، يطرح تساؤلًا حول دعم عسكري واستخباراتي تقدمه "تل أبيب" ل"أديس أبابا". منظومة سبايدر الإسرائيلية من جانبه، كشف مصدر مطلع، أن مصر تتعامل مع أزمة السد بشفافية تامة، وتخاطب الداخل كما الخارج، فهي تحترم حق إثيوبيا في تحقيق التنمية، كما أنها تريد أن تحفظ حقها في حصتها التاريخية من مياه النيل، وهذا ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مسبقًا، مكملًا: "السؤال ليس في قدرة مصر على توجيه ضربة إلى السد أو عدمه، وإنما حول نيتها تنفيذ مثل هذا الأمر، وإلى الآن هذا الخيار ليس مطروحًا على الإطلاق". وحول الدور الإسرائيلي في إزكاء الأزمة، عقب: "مخطئ من يظن أن مصر تغفل عما يحدث لها في باحتها الخلفية، نرصد تمامًا كافة التحركات الأجنبية، ولا يوجد ما يمثل تهديدًا على المستوى القريب أو البعيد لمصالحنا"، منوهًا بأن مصر دولة تحترم القانون الدولي، وسيادة الدول الأخرى، كما أنها فاعلة في قارتها الإفريقية، ولا تريد أن تخسر مكانتها في صراع يمكن أن يتم حسمه عبر الوسائل الدبلوماسية. طائرات إف - 16 مصرية وأخيرًا وبشأن التحركات العسكرية للجيش الإثيوبي حول سد النهضة، وما أثير حول وجود أسلحة إسرائيلية، عقب: "لا شيء يخفى الآن في ظل وسائل التكنولوجيا الحديثة، وأي تحرك عسكري يمكن رصده، وأي منظومة دفاع جوي أو غيرها يمكن معرفة أنواعها وتعدادها دون عناء كثير، ولكن يجب أن نؤكد أن خيار مصر الاستراتيجي يظل هو الحل السلمي، طالما توافقت كافة الأطراف على ذلك". من جانبه، استبعد اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكري، توجيه ضربة عسكرية إلى سد النهضة، موضحًا أن تلك الخطوة تتطلب استعدادًا عسكريا إوجراءات تستلزم تعاون من جانب دولة السودان للحصول على معلومات دقيقة بخصوص سد النهضة. وأضاف قنديل، في تصريحاته، أن أي قرار عسكري سيكون له رد فعل عكسي، منوهًا بأن إسرائيل قد تأخذ هذا العمل كذريعة لدخول في مواجهة مصر، متحالفة مع إثيوبيا، وتستهدف المنشآت ذات الأهمية القصوى لمصر، مؤكدًا أنها تدعم إثيوبيا بكامل قوتها الآن، وتساعدها في إكمال السد، وأردف أن "مصر لو قررت ضرب السد، فستجد إسرائيل كل مبرر لضرب السد العالي". الجيش الإثيوبي وفي حين، أكد الخبير العسكري، اللواء حسام سويلم، قدرة مصر على تنفيذ "الحل العسكري" في مواجهة إثيوبيا، مضيفًا أن حاملة الطائرات التي تحمل اسم "جمال عبدالناصر"، والتي استلمتها القوات البحرية المصرية مؤخرًا، توفر لمصر القدرة على تنفيذ مهمة مماثلة. وتابع سويلم: "الحاملة تسع إلى نحو 16 طائرة هليكوبتر مسلح، و13 دبابة، و450 فرد غير طاقم الطائرة، ومنظومة دفاع جوي"، موضحًا أن بها منظومة تشويش، حيث أنها تعد قاعدة جوية بحرية متحركة، معقبًا أن الحل العسكري هو الخيار الأخير، إن لم تجد مصر طريقًا آخر لتسلكه، وإن فرضت إثيوبيا عليها تلك المواجهة، وأكمل: "يعني نموت من العطش ولا نعمل إيه.. لازم ندافع عن نفسنا"، إلا أنه عاد ليشير إلى أن هناك خطأ فني في بناء السد، حيث يتم تشييده على أرض رخوة، ما يهدد بانهياره، وسيتسبب في اندفاع كميات مهولة من المياه، من الممكن أن تستفيد منها مصر، وذلك عبر فتح مفيض توشكى لاستقبال تلك الكميات من المياه.