"طفح الكيل".. عبارة تتردد على لسان أهالي منطقة الهانوفيل، في حي العجمي، غرب محافظة الإسكندرية، تعبيرًا عن معاناتهم مع أزمة طفح مياه الصرف الصحي، وعدم وجود مسئول يستمع لشكواهم ويحل الأزمة، التي تسببت في غرق الشوارع والمنازل، وانتشار الروائح الكريهة والأمراض. يوضح سكان شارع عطا الله العوامي بمنطقة الهانوفيل أن الوضع مأساوي، والمشكلة لم تحل منذ سنة، على الرغم من الاستغاثات المستمرة بالمسئولين الذين لا يبالون بحال الغلابة، مرددين عبارات "انقذينا يا حكومة.. المسئولين خذلونا". تقول سميرة محمود، ربة منزل: "الوضع ينذر بكارثة تهدد حياة أبنائنا، ولولا ضيق ذات اليد لتركت المنطقة، فدائمًا المنطقة غارقة في الصرف الصحي، ولا يوجد أي اهتمام من المسئولين بإصلاح الأعطال". يذكر محمد درويش، موظف: "منذ أكثر من عام تم إصلاح خطوط الصرف الصحي بالمنطقة، وانتهت الأزمة، إلا أننا فوجئنا بغرق الشارع بعدها بفترة في مياه الصرف"، متابعًا: "يعاني أبنائنا من الأمراض بسبب تجمع الحشرات الطفيلية، التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة". يضيف سالم نصير، تاجر: "قدمنا شكاوى موقعة من سكان الحي إلى حي العجمي وإدارة هيئة الصرف الصحي والمحافظة، لكن لا حياة لمن تنادي"، مشيرًا إلى أن الخروج من المنازل أصبح "مهمة صعبة". من جانبها، أوضحت سمر شلبي، نقيب مهندسي الإسكندرية، أن أزمة الصرف الصحي في المحافظة تكمن في شقين: الأول سوء التخطيط للشبكة الرئيسية وسوء تخطيط البنية التحتية، وهو أمر يحتاج إلى إعادة تخطيط وميزانيات ضخمة. أضافت شلبي أن الشق الثاني البناء العشوائي وأزمة العقارات المخالفة، التي انتشرت بالإسكندرية في السنوات الماضية، مطالبة بسن قانون للقضاء على أزمة البناء المخالف حتى يتسنى للدولة إقامة شبكات خدمية سليمة تتحمل لسنوات طويلة. من ناحية أخرى، قالت مصادر بهيئة الصرف الصحي بالإسكندرية إن الأزمة سببها خطأ فني في توصيل خطوط الصرف بالمنطقة. وتابعت المصادر ل"التحرير" أنه تم إيفاد لجنة من المهندسين لوضع التقرير الخاص بالأزمة، وسيتم إرسال سيارات لشفط المياه الراكدة بشكل مؤقت لحين إعادة إصلاح خطوط الصرف وحل الأزمة.