في ظل عدم وجود صرف صحي حتى الآن بمناطق عديدة في محافظة الأقصر، يلجأ الأهالي إلى حفر خزانات "بيارات الصرف" داخل منازلهم، مما يرفع منسوب المياه الجوفية في القرى الأقل انخفاضًا عن سطح الأرض، وتمتلئ جدرانها بالأملاح فتتآكل. رصدت "التحرير" معاناة أهالي منطقة الجراجوة بالبغدادي، التابعة لمركز البياضية، الذين أكدوا تحملهم مصروفات مرتفعة لكسح مياه البيارات أكثر من مرة في الأسبوع. يقول عبود الجرجاوي، أحد أهالي المنطقة: "بقالنا فترة كبيرة بيوعدونا ومحدش سأل فينا، الصرف الصحي دخل مناطق كتيرة ولكن عندنا مفيش، وده عامل ضرر كبير لينا، البيوت كلها عندنا تآكلت جدرانها ونتحمل مبالغ كبيرة في الصرف أسبوعيًا". ويضيف الجرجاوي: "الناس عاملة البيارات داخل المنازل وبتطفح دايمًا، وبتطلع الروائح الكريهة عليهم في البيوت، الناس مش عارفة تاكل ولا تشرب وخايفة من الريحة دي، وخايفين البيوت تقع عليهم". وتذكر أم وليد، إحدى الأهالي: "جوزي شغال يوم ويوم لأ، واللي بيقبضه بنصرفه على كسح البيارة علشان بتطفح علينا، والله تعبانين، النقلة الواحدة ب30 جنيه وبتيجي العربية بتاخد كل 3 أيام مش أقل من نقلتين ب60 جنيه". وتتابع: "المجلس مخصص عربيات للكسح ب15 جنيه للنقلة، ولكن علشان نجيبها ونستنى الدور يكون البيت غرق، وعلشان كدا مضطرين نلجأ لعربيات الأهالي ب30 جنيه للنقلة". وتوضح آمنة أحمد، أحد السكان: "ظروف القرية المادية تعبانة، وفيه بيارات في الشارع لما بتطفح الناس مش بتعرف تتحرك، والأطفال معرضين للإصابة بالأوبئة اللي بتخرج من المياه ونفسنا في الصرف يدخل علشان نرتاح من الهم اللي عايشين فيه". وطالب الأهالي بضرورة توصيل خطوط الصرف الصحي بالقرية من أجل تخفيف معاناتهم، وخوفًا على منازلهم من الانهيار. من جانبه، قال اللواء عادل مهران، سكرتير عام محافظة الأقصر، إن الصرف الصحي يحتاج إلى مبالغ طائلة تعمل الدولة على توفيرها لدخوله إلى كل مناطق الأقصر وداخل القرى وذلك يحتاج إلى فترة زمنية، ولكن الحلول السريعة المتاحة الآن هي توفير سيارات كسح بأسعار رمزية للمواطنين". وأضاف مهران أنه خلال أيام سيتم الدفع ب10 سيارات توزع على المدن والقرى وتخصيص واحدة أو اثنين لمركز البياضية وتوفيرها بسعر 15 جنيهًا، بالإضافة إلى تخصيص 20 سيارة أخرى خلال الأسابيع المقبلة وتخفيض الأسعار لتصل إلى 5 جنيهات للنقلة الواحدة تخفيفًا على المواطنين لحين توصيل شبكات الصرف في تلك المناطق.