الثورة كمصطلح سياسي تعني الخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل، وهو ما حدث في 25 يناير عندما خرج ملايين المصريين رافعين شعار "عيش – حرية – عدالة اجتماعية"، مؤكدين أن نظام مبارك لا بد أن يرحل لينتهي عصر الفساد. ورحل مبارك وظل الفساد قائمًا، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتصحح المسار وتطيح بنظام الإخوان الذي ثبت فساده وفشله في تحقيق أي عدالة، والسؤال المطروح: هل غاب الفشل والفساد بعد ثورتين أم ما زال موجودًا؟ حكومة الببلاوي تعلن فشلها.. وعيسى: أقيلت ولم تستقيل جاءت حكومة الدكتور حازم الببلاوي، في عهد الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، كأول حكومة بعد مظاهرات 30 يونيو 2013، وقد كُلف رئيس الوزراء حازم الببلاوي في 9 يوليو، وشُكلت الحكومة في 16 يوليو، وفي ظل إضرابات عمالية في قطاعات عديدة، وعجز تام عن وضع حد لحالة الفوضى والانهيار والتسيب التى تسود مؤسسات الدولة والشارع المصري، تقدمت هذه الحكومة باستقالتها في 24 فبراير 2014، ولكن صرح حسام عيسى وزير التعليم العالي والنائب الثاني لرئيس الحكومة المستقيلة لاحقًا أن الحكومة تمت إقالتها ولم تستقيل كما أعلن رسميًا. حكومة محلب.. فساد «الزراعة» يطيح بالوزارة واجهت حكومة المهندس محلب، مجموعة كبيرة من الانتقادات، والاتهامات بالفساد والإهمال وعدم الكفاءة، بداية من قضية القصور الرئاسية والمتهم فيها محلب، وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت معاقبة حسني مبارك ونجليه بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، وتغريمهم مبلغ 125 مليون جنيه؛ إلا أن الحكم لم يشمل محلب، ثم جاءت قضية الفساد الخاصة بوزير الزراعة صلاح هلال، والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وتسببت في رحيل الحكومة بأكملها. حكومة إسماعيل.. الفشل والفساد يجتمعان معًا على الرغم من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذكر خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، إن المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء، ولدينا وزراء عالميون مثل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء؛ إلا أن واقع الشارع المصري يشير إلى رفض ممارسات الحكومة المتمثلة في ارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن الوقود تدريجيا، والفساد الذي ظهر جليًا في وزارة التموين وخاصة قضية فساد صوامع القمح التي على إثرها تقدم وزير التموين خالد حنفي باستقالته مسببًا حرجًا شديدًا للوزارة، وربما يكون السبب الرئيسي في الإطاحة بها عما قريب، على غرار سابقتها. أداء الحكومات المتعاقبة -بعد ثورتين دفع خلالهما الشعب المصري كل ما هو غالي ونفيس من أجل الوصول إلى العدالة الاجتماعية والمساواة، وأيضًا من أجل القضاء على الفساد الذي ظن البعض أنه مرتبط بنظام مبارك فقط-، أصاب آمال المواطنين التي ترتفع إلى العنان مع كل تغيير جديد ظنًا منهم أن أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية سترتقي، بحالة من الإحباط مازالت دوماتها مستمرة مع كل فشل وفساد تتصدر الحكومة مشهده.