زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، جامعة الحاج كنت الإسلامية الروسية بالعاصمة الشيشانية جروزني؛ لبحث التعاون بين الأزهر والجامعة. وقال الإمام الأكبر خلال لقائه الدكتور عبد الرحيم موتوشيف رئيس الجامعة، إن الأزهر على استعداد لتقديم المنح الدراسية لطلاب الشيشان للدراسة بجميع مراحل التعليم الأزهري، عن طريق التنسيق مع المجلس التعليمي الإسلامي بروسيا. وحذر "الطيب" من توظيف الإسلام في جرائم يبرأ منها الدين الحنيف، مؤكدًا أن الإسلام ما جاء إلا ليحمي الدماء والأعراض ويحرر الإنسان. وأضاف شيخ الأزهر الشريف، أن أهم أسباب التطرف الذي تشهده الأمة هو انحراف التعليم الإسلامي عن صحيح مذهب أهل السنة بتقديم نموذج مشوه، تم اجتذاب قطاع عريض من الشباب له وإغراؤهم به، مؤكدًا أن الدواء لهذه الظاهرة هو العودة إلى التعليم الصحيح على مذهب أهل السنة والجماعة، الذي كان عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصحابته وسلفه الصالح. كما زار الإمام الأكبر مدرسة خيدي لتحفيظ القرآن الكريم، حيث اصطف الطلاب يرددون هتافات الترحيب المعبرة عن سعادتهم بزيارة الطيب ووفد الأزهر الشريف للمدرسة، وأبدى فضيلته إعجابه بنظام التعليم في المدرسة والمستوى المتميز لطلابها. وأشار الدكتور أحمد الطيب - في كلمته للأمة في افتتاح مؤتمر "مَن هم أهل السنة والجماعة" بالشيشان - إلى أن المؤتمر يسهم في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية، التي تشعلها أنظمة استعمارية جديدة تقدِّم بين يدي نيرانها نظريات شيطانية مرعبة وأضاف "الطيب"، أن العولمةَ اتخذت خطوات على طريق إفقار العالم الشرقي، وإحكام السيطرة على مفاصِلِ دُوَلِه وأوطانه من خلال منظمات عالمية، ومؤتمرات للمَناخِ والسُّكَّان والمرأة والطفل، والتبشير بأمراض وعاهات خُلُقِيَّة، وحُريَّات فوضويَّة عبثيَّة وأوضح الإمام الأكبر، أن الجماعات التكفيرية بتصرفاتها البشعة المُنكَرة لا تمتُّ إلى «أهل السُّنَّة والجماعة» بأدنى سببٍ، مؤكدا أن المذاهب الطائفية استغلت انحرافات بعض مَن يَنسبون أنفسهم للسنة لنشر مذهبها المليء بثقافة الحقد والكراهية. وأردف "المذهب الأشعري عرض أمين لعقائد السلف بمنهج جديد، والتكفير هو بريد الدماء، ومبرر إراقتها عند من يسفكون دماء المسلمين ويزعمون أنهم يجاهدون الكفار". واستكمل "أن الوضع المُتردِّي الذي صارت إليه الأُمَّة اليَوم، لَمْ يَعُدْ يحتمل أحاديث المجاملات والإشارات ومراعاة الخواطر لم يعد أمامنا إلَّا هدف واحد هو لم شمل الأمة، وغسل العقول والقلوب من العقائد السوداء والتأويلات التي ينكرها الإسلام وشريعته أشد الإنكارعلى كل من تنكبوا هدي مذهب أهل السنة والجماعة، أن يثوبوا إلى رشدهم، ويُحَكِّمُوا ضمائرهم فيما يقترفونه من آثام وجرائم".