دعا عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الرئيس المعزول محمد مرسي للتنازل عن الرئاسة رسميًّا وبشكل معلن لرفع الحرج عن أنصاره، موجهًا حديثه لجماعة الإخوان بالتوافق أو دعم أو تقديم شخصية يتم الاتفاق عليها لتخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار الزمر في مقال له نشر بإحدى وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية إلى أن الانتخابات الرئاسية الجديدة هي السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة، قائلًا: "مَن أراد أن يشارك وينافس فليستعد لذلك لكونها وسيلة سلمية للتغيير أقصر في المدة مما يتصوره البعض لتحقيق مرادهم، وخاصة لو تفضل محمد مرسي ورفع الحرج عن أنصاره بتنازله عن الرئاسة رسميًّا". وطالب بضرورة أن يكون هناك حوار مجتمعي مع القوى السياسية المتواجدة على الساحة، للوقوف على حل لمعالجة ما وصفها ب"أزمة الشرعية"، مؤكدًا أنها فكرة لم تعد مطروحة بشكل أو بآخر، خاصة لوجود نظام جديد بقي على انتهاء مدة حكمه أقل من النصف عبر إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تضع حدًّا للأزمة. ودعا جماعة الإخوان بأن تغلب مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعات والأفراد، مؤكدًا أنه لا نجاح لجماعة الإخوان إلا بقبول نصائح الرفاق. الرؤية التى قدمها الزمر كحل للخروج من الأزمة الراهنة كما وصفها، استدعت من "التحرير" طرح تساؤل مشروع حول هل سيكون الزمر بديلًا لمرسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟ من جهته وصف محمد حبيب نائب مرشد الإخوان الأسبق مبادرة عبود الزمر بالمتكررة، مؤكدًا أن البلاد عقب نشوب ثورة 30 يونيو انتقلت إلى مراحل عدة سواء على المستوى السياسى أو الأقتصادى، الأمر الذى يجعل الحديث عن جماعة الإخوان وقضية مرسىة بالأمر الخارج من نطاق الخدمة اى أن المجتمع ذاته لا يعى تلك القضية فهى ليست فى ذاكرة أبناء المجتمع فى الوقت الحالى . وأضاف حبيب ل"التحرير" أن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن جماعة الإخوان تورطت فى الكثير من الأعمال الإرهابية وأحداث شغب وعنف، وبالتالى أصبح الشعب لا يتقبل أى تواجد ليس للإخوان فقط ولكن للتيار الإسلامى بشكل عام، خاصة أن الشعب كان يأمل فى الإخوان وعند فشلهم فى إدارة شئون البلاد أصبحت الجماعة بلا ظهير شعبي. ولفت إلى أن التيار الإسلامى تراجع أرصدته لدى الجماهير خلال السنوات الماضية، الأمر الذى يصبح التفكير فى احتمالية أن يكون الزمر أو غيره مرشح الإخوان أو الجماعات الأخرى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة أمر ضعيف وبلا جدوى. من جانبه، ثمن الدكتور خالد الزعفرانى القيادى الإخوانى المنشق مبادرة عبود الزمر، قائلًا "إن الجماعة الإسلامية أصبحت تفكر بشكل عام بطريقة أكثر عقلانية فى معالجة القضايا الكبرى". وأكد أن الشعب المصرى أصبح لديه مشاكل كثيرة مع جماعة الإخوان، خاصة بعدما كشفت الأيام الماضية الكثير من الحقائق التائهة عن اعتصامى " رابعة والنهضة"، فأصبح الطريق بين الشعب والجماعة مغلقًا، موضحًا أن هذا الأمر لا يعنى على الإطلاق عدم وجود صفقة واضحة المعالم بين الدولة والإخوان، خاصة أن الدولة قامت بالإفراج عن عدد من قيادات الجماعة والسماح لهم بالسفر خارج البلاد خلال الأسابيع الماضية. وحول مبادرة الزمر وهل تشير إلى أنه سيكون مرشح الإخوان للرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال "فى الحقيقة فكر جماعة الإخوان يرفض بكل المقاييس والطرق أن تقوم بدعم مرشح إسلامى خارج الجماعة مهما كانت الأسباب والدوافع، كما أن الشعب المصرى نفسه لن يقبل بأى مرشح للتيار الإسلامى بالانتخابات الرئاسية المقبلة ويراض ذلك وبقوة، حتى ولو سمح المجتمع للتيار الإسلامى برمته بالمشاركة فى الحياة والمشهد السياسى سواء بدخولهم للانتخابات البرلمانية المقبلة أو حتى المحليات لكن الرئاسة مرفوضة".