أصبحت صحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مجالاً جديداً لهجمات فريق خصمها الجمهوري دونالد ترامب، في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث ردد ترامب مراراً في الأيام الأخيرة أثناء تجمعات انتخابية أن منافسته لا تملك الطاقة الجسدية والذهنية على الصمود لتكون رئيسة، مع العلم أن كلينتون تقوم برحلات وجولات بشكل متواصل منذ أشهر، وفي حين قضت قسماً كبيراً من عطلة نهاية الأسبوع تجمع تبرعات، كتب المرشح الجمهوري على تويتر "أين هيلاري؟ إنها نائمة". و قالت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية، إن البعض في أوساط ترامب قام بالمزايدة أكثر، إذ قال رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق لشبكة "فوكس نيوز" أمس الإثنين "أعتقد أن هيلاري متعبة و تبدو مريضة"، فيما قالت المتحدثة باسم حملة المرشح الجمهوري كاترينا بيرسون، الأسبوع الماضي إن كلينتون مصابة ب"إعاقة في التعبير اللغوي" معتبرة أنها "تأخذ الكثير من وقت الفراغ خلال الحملة". ولم يتردد بعض معارضيها في التحدّث عن إصابتها بمرض باركينسون أو بالصرع أو حتى باضطرابات في الجهاز العصبي، مشيرين في بعض الأحيان إلى عارض الارتجاج في الدماغ، وهم يرون في كل ما تفعل تأكيداً لنظرياتهم، سواء تعثرت وهي تمشي، أو سعلت أو جلست للحظة، إذ كانت قد أصيبت كلينتون في نهاية 2012 حين كانت لا تزال وزيرة للخارجية بفيروس معوي، واجتفاف، ثم ارتجاج في الدماغ بعدما أغمي عليها، و كانت قد ذكرت طبيبة المرشحة الخاصة ليزا بارداك، في رسالتها بأنه تم الكشف عن كتلة دم متخثرة بين الدماغ والجمجمة وأن هيلاري كلينتون بقيت لبضعة أسابيع تعاني من رؤية مزدوجة. لكنها أكدت أن كشفاً طبياً روتينياً عام 2013 "أظهر زوال جميع مفاعيل الارتجاج بصورة كاملة، وذوباناً تاماً لكتلة الدم المتخثرة"، و كررت مؤخراً أن هيلاري كلينتون "بوضع جسدي ممتاز وقادرة على الخدمة كرئيسة للولايات المتحدة". و من جانبها قالت جان زينو الخبيرة السياسية في معهد "أيونا كولدج" في نيويورك، "إن مسألة صحة المرشحين للرئاسة مسألة جدية وطبيعية، يريد الجميع التأكد من أن الشخص الذي يصوتون له قادر على إنجاز العمل"، لكنها رأت أن الهجمات حول صحة كلينتون لن تضرّ بها كثيراً ما لم يحصل أي عارض مفاجئ خطير. و على صعيد أخر خرجت كلينتون عن صمتها لتنفي تلك الشائعات حول إصابتها بمرض يمنعها من أداء مهامها كرئيسة للبلاد في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، واصفة إياها بأنها استيراتيجية حمقاء ضدها، إذ قالت كلينتون خلال لقائها أمس الإثنين، في برنامج "Jimmy Kimmel Live" الشهير، إنها بصحة جيدة، كما ردت كلينتون على مزاعم مجلة "ناشونال إنكويرير" التي أعلنت في أكتوبر الماضي أنها ستفارق الحياة خلال ستة أشهر، ساخرة "كل نفس أستنشقه يشعرني بأنها فرصة جديدة للحياة". وقدم لها الإعلامي الشهير جيمي كيميل، مرطبانا، لاختبار قدرة المرشحة الديمقراطية على التحكم في أطرافها، واجتازت الاختبار بنجاح، كما وصفت هيلاري الشائعات المتداولة حول مرضها بأنها غير منطقية، وأكدت أنها لن ترد عليها بالتشكيك في صحة منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي وصفت حالته الصحية بأنها جيدة جدا.