"الشعب هو ظهر المقاتل، وحين يشعر المقاتل أن شعبه قد ملّ منه، فإنه لن يعد بمقدوره أن يقاتل".. وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه الكلمات إلى رؤوساء تحرير الصحف القومية، أمس الأحد، والتي أثارت جدلا واسعًا داخل الأوساط السياسية، حيث يراها البعض رسالة تطالب ب"التقشف" بالتزامن مع زيادة رواتب وحوافز ومعاشات فئات أخرى، بينما يصفها آخرون بأنها تضحية كبيرة من الرئيس بشعبيته من أجل البلاد. "يا نتقشف كلنا يا بلاش" "الرئيس بيطالب الناس إنها تستحمل وتضحي وتتقشف وتشد الحزام، في الوقت اللي بنلاقي زيادات كبيرة في معاشات ضباط الشرطة والقضاة والقوات المسلحة بالملايين وناس مش لاقية تاكل.. بقى ده اسمه كلام؟!".. بهذه الكلمات علق جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على تصريحات الرئيس السيسي. وقال "إسحاق" - في تصريحات خاصة ل"التحرير" - "إحنا كلنا عندنا استعداد لشد الحزام والتقشف، بس بشرط كلنا نشد مع بعض، دون استثناء أو تمييز، لكن أشد أنا والفقير والتانيين يدلدلوا رجليهم"، بحسب قوله. وطالب عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بإعلان كشوف رواتب ضباط الشرطة والقوات المسلحة والقضاة، قبل الحديث عن "التقشف". "التنحي" وأضاف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، "إذا كان الرئيس يدرك أن الشعب إذا تزعزعت ثقته في رئيسه فعليه أن يتنحي"، لافتًا بأنه من الضروري أن يستطلع الرئيس آراء المؤثرين في صنع القرار السياسي، ومراكز قياس الرأي العام عن شرعيته الآن في الشارع، ليعرف أن الكثيرين ممن كانوا يؤيدونه تراجعوا عن ذلك؛ بسبب الفشل في الملف الاقتصادي وارتفاع الأسعار. وأشار "نافعة" - في تصريحات ل"التحرير" - إلى أنه "لعل استطلاع مركز بصيرة للرأي، أكد أن شعبية الرئيس الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 96.6%، قد تراجعت بنسبة 30% في عامين فقط، فماذا عنها في العامين المتبقيين، الأمور أصبحت واضحة الآن". وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن مصلحة مصر في عدم ترشح الرئيس السيسي فترة رئاسية أخرى، مضيفًا "من غير المنطقي أن تظل مصر محشورة بين حكم المرشد، أو أحد ممثلي القوات المسلحة التي نكن لها كل احترام وتقدير". وطالب الدكتور حسن نافعة، التيارات السياسية بترتيب أوضاعها ليكون لها مرشح "مدني" في الانتخابات الرئاسية المقبلة. التضحية في المقابل، أوضح الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، أن تصريحات الرئيس - أمس - رسالة صريحة إلى الشعب لدعم قراراته التي اتخذتها الحكومة، إضافة إلى التي سيتم اتخاذها في الفترة المقبلة، والمرتبطة بخطة الإصلاح الاقتصاد، والتي وافق عليها صندوق النقد الدولي. وأضاف "الفقي" - في تصريحات خاصة ل"التحرير" - "الرئيس يضحي بشعبيته من أجل مصلحة الدولة العليا، حيث أن القرارات الخاصة بتخفيض نسبة الدعم الحكومي للسلع والخدمات قد تؤثر سلبًا على رضا الشعب عن رئيسه إلا أنه مُصر على اتخاذها".