وزارة الداخلية توجِّه جهودها دائمًا في سياق التحديات التي تواجه الدولة، ولذلك غلب على نشاطها في الفترات الماضية مكافحة جرائم الإرهاب، إلا أنَّها تركِّز حاليًّا "التحدي الاقتصادي". ولأنَّ الدولة تواجه أزمة اقتصادية، أحدثت سقوطًا وصف ب"المدوي" في سعر الجنيه أمام الدولار، بات لزامًا مع "الداخلية" أن تباشر مهامها في إطار التحدي الاقتصادي. جهود الداخلية في هذا الإطار تتمثل في شن حملات على بيع الدولار في السوق السوداء بعد تحويله إلى سلعة يتم تداولها بأسعار مرتفعة عن السوق المصرفي الرسمي بما يضر بالجنيه، وهو ما بات يجدي نفعًا في الفترة الأخيرة بتحجيم سعر الدولار في السوق السوداء، إلا أنَّ خبراء اقتصاد أكَّدوا أنَّ الجهود الحالية مجرد حلول مؤقتة وسطحية، لن تفيد على المدى البعيد مهما كانت مشددة، إذ أنَّ حل الأزمة من وجهة نظرهم هو "توفير الدولار وليس التشديد في الضوابط عليه". " التحرير " تستعرض جهود الداخلية، عبر مختلف قطاعاتها ومديرياتها، في إطار مواجهة هذا التحدي: ضبط 34 ألف دولار بالإسكندرية ألقت أمس الأول الأربعاء، قوات قسم مكافحة جرائم الأموال العامة بالإسكندرية القبض على تاجر يدعى "ح. ح"، 51 عامًا، لمزاولته نشاطًا غير مشروع في مجال الاتجار بالعملات الأجنبية خارج نطاق السوق المصرفية، إذ يتاجر المتهم في النقد الأجنبي بأسعار السوق السوداء ويستفيد من فارق أسعار العملة. وضُبط التاجر بحوزته مبلغ 34 ألفًا و296 دولارًا أمريكيًّا، و20 ألف جنيه مصري، واعترف بحيازته للمبالغ المالية بقصد الاتجار. ضبط 3 تجار عملة بالدقهلية أعلنت مديرية أمن الدقهلية، قبل يومين، القبض على ثلاث تجار عملة، إذ تبيَّن أنَّ "طلعت. أ"، 38 سنة، صاحب معرض سيارات ومقيم بمدينة دكرنس، و"أحمد. ب"، ومقيم بقرية طناح مركز المنصورة، ويعمل مديرًا للمشتريات بإحدى الشركات، و"محمد. ع"، 27 سنة، يقيم بمركز المحلة الكبرى، يتاجرون في النقد الأجنبي بالمخالفة لأحكام القانون في السوق السوداء. وبتقنين الإجراءات، تمَّ ضبط المتهم الثاني والثالث، بينما فرَّ الأول هاربًا وجارٍ البحث عنه، وكان بحوزتهم مبلغ 814 ألف جنيه، و7580 دولارًا أمريكيًّا، و3965 يورو، و14 ألف ريال سعودي، و300 دينار ليبي، وخمسة دراهم إماراتية، وعشرة ريالات قطرية. جواهرجي يتحول لتجارة العملة أمس الأول الأربعاء، تمكَّنت وحدة مباحث شربين، بالتنسيق مع مباحث الأموال العامة بالدقهلية، من إلقاء القبض على تاجر مشغولات ذهبية، يدعى "محمود. ع"، ومقيم بمركز طلخا، يتاجر في النقد الأجنبي بالسوق السوداء، وبحوزته 40970 ألف جنيه، و32759 دولارًا أمريكيًّا، و10500 يورو ، و118089 ريالًا سعوديًّا، و198 دينارًا كويتيًّا، و1890 درهمًا إماراتيًّا، و40 ريالًا قطريًّا. وبمواجهة المتهم اعترف بما أسفرت عن التحريات، وتمَّ تحرير محضر بالواقعة، يحمل رقم 15738 جنح شربين. الدولار يربح أكثر من الذهب بسبب الجشع بالكسب من السوق السوداء، غلّب تجارة العملة في السوق السوداء على تجارة الذهب، إذ ألقت مباحث الأموال العامة لمديرية أمن الفيوم، يوم الثلاثاء الماضي، القبض على مالكي محل مجوهرات ومصوغات ذهبية يتاجران في العملة، حيث يجمعان العملات الأجنبية من المواطنين بأسعار مرتفعة وتخزينها لتعطيش السوق. وتبيَّن أنَّ التاجر الأول هو "محمود. ع"، صاحب محل مجوهرات بمدينة سنورس، وبحوزته 100 ألف جنيه و13 ألف دولار و50 ألف جنيه إندونيسي وعشرة آلاف ريال سعودي، والثاني هو "مصطفى. م" صاحب محل مجوهرات بمدينة الفيوم وكان بحوزته أربعة آلاف دولار و15 ألف ريال سعودي و55 ألف جنيه مصري، واتضح أنَّهما يتخذان من نشاطهما في بيع المصوغات الذهبية ستارًا لجمع العملات الأجنية المختلفة. حملة في سوهاج قبل ثلاثة أيام أيضًا، خرجت حملة لضبط تجار السوق السوداء للدولار بمحافظة سوهاج، إذ تمَّ ضبط رئيس قسم بإدارة البلينا التعليمية "عبد الناصر. ك" ونجله "عبد الرحمن"، لقيامهما بالمتاجرة بالعملات الأجنبية والإضرار بالاقتصاد القومي وبحوزتهما مبالغ مالية كبيرة من فئات متنوعة. وكان بحوزة المتهمين 11.813 دولارًا أمريكيًّا و242 دينارًا كويتيًّا و3500 ريال سعودي و56,000 جنيه مصري وهاتفا محمول للتواصل مع عملائها ودراجة نارية ملك المتهم الثاني. وبمواجهتهما بالمضبوطات، اعترفا بالحيازة بقصد الاتجار والهواتف من أجل التواصل مع عملائهما والدراجة النارية من أجل التقابل مع عملائهما، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. حملة جديدة وضبط جديد خرجت حملة أمنية ضد على تجار العملة بمحافظة الدقهلية، إذ تمكَّن ضباط مباحث قسم مكافحة جرائم الأموال العامة بمديرية الأمن من إلقاء القبض على وكيل مدرسة ابتدائية بمركز السنبلاوين بعد فتحه شركة سياحة والاتجار في العملات الأجنبية دون تراخيص، وبحيازته مبالغ مالية من الجنيهات المصرية والريال السعودي والدولار الأمريكي، يوم الجمعة الماضية. وتبيَّن أنَّ المتهم "سعيد. ل" وشهرته "سعيد الراس"، 59 سنة، وكيل مدرسة "شبلا قبالة الإعدادية"، تمَّ ضبطه داخل مكتب ملحق بشركة السياحة وبحيازته 318.410 ألف جنيه، و2000 ريال سعودي، و1000 دولار أمريكي، وماكينة لعد المبالغ المالية الورقية، وبمواجهة المتهم بما أسفر عن الضبط اعترف بالاتجار في النقد الأجنبي للمخالفة للوائح والقوانين، وتمَّ التحفظ على المضبوطات تحت تصرُّف النيابة العامة وتحرر المحضر رقم 155522016جنح مركز السنبلاوين. وشهدت "الدقهلية" حملةً أمنية مطلع شهر أغسطس الجاري، أسفرت عن ضبط ثلاثة متهمين في "التعامل بالنقد الأجنبي خارج السوق الرسمية"، وبحوزتهم مبالغ مالية من عملات أجنبية ومحلية، بلغت 1.11 مليون جنيه، و1.4 مليون ليرة سورية، و8750 دولارًا أمريكيًّا، و61054 دينارًا ليبيًّا، و7000 ريال سعودي، وماكينة لعد النقود. وتبيَّن أنَّ المتهمين هم "عبد الله. م"، 47 سنة، مدير فرع إحدى شركات الصرافة ومقرها بالدقي، مقيم بدائرة قسم شرطة ثان المنصورةبالدقهلية والسابق اتهامه في قضيتى "اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي" والمدير السابق لأحد فروع شركات الصرافة، التي صدر لها قرار بالغلق والشطب من السجلات لمخالفتها قوانين الترخيص، والاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي وإتمام صفقات بيع وشراء العملات الأجنبية بطرق غير مشروعة لعملاء شركتي الصرافة المشار إليهما. تمَّ ذلك بالاشتراك مع "أحمد. س"، 33 سنة، صراف بالشركة التي يعمل بها "الأول"، مقيم بدائرة مركز شرطة المنصورةبالدقهلية، سبق اتهامه في قضية "اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي" باستخدام السيارة رقم "3233 ملاكي الدقهلية" المملوكة للأول، وكان بصحبتهما وقت ضبطهما "أحمد. ع" 56 سنة، تاجر، مقيم بدائرة مركز شرطة أبو تيج بأسيوط، حال قيامهما بالتعامل بالنقد الأجنبي داخل السيارة المشار إليها. ضبط 37 ألف دولار بالبحر الأحمر شهدت محافظة الأحمر حملة أمنية على السوق السوداء للصرافة قبل عشرة أيام، إذ تمَّ القبض على عامل بشركة صرافة أثناء ترويجه مبالغ مالية من عملات أجنبية مختلفة على عملائه بالمخالفة لقانون البنك المركزي وحيازة النقد الأجنبي. وضُبط بحوزة "ريمون. ع"، 36 عامًا، عامل بشركة الصرافة، 27 ألف دولار، و2198 يورو، و435 جنيهًا إسترلينيًّا، و580 ريالًا سعوديًّا، و30 ألف جنيه مصري. دولارات في طريق الفيوم ألقى ضباط تأمين الطرق والمنافذ بالجيزة، القبض على تاجري عملة بطريق بني سويف – الفيوم، وبحوزتهما 25 ألف دولار وربع مليون جنيه مصري. وتلقَّى العقيد عصام بركات رئيس إدارة تأمين الطرق والمنافذ، إخطارًا بضبط اثنين من أكبر تجار العملات الأجنبية، وذلك في كمين بطريق الفيوم. وكشفت التحريات أنَّ قوة الكمين اشتبهت في سيارة ملاكي يستقلها شخصان، وأثناء محاولة إيقافها حاول قائد السيارة الهرب بها، إلا أنَّ النقيب كريم صفائي ضابط تأمين الطرق والمنافذ، طارد المتهمين وضبطهما، وعثر بحوزتهما على مبلغ 25 ألف دولار وربع مليون جنيه مصري. وتبيَّن بالفحص أنَّ المتهمين هما "عادل. م"، 44 عامًا، عامل، مقيم بمركز الواسطى في بني سويف، هارب من حكم قضائي، وعثر بحوزته على طبنجة وعدة طلقات من ذات العيار، و"محمود. ق"، 38 عامًا، سائق مقيم بمدينة بني سويف. وأمام اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أقرَّ المتهمان باتجارهما في العملات الأجنبية، وحيازتهما للدولارات لبيعها في السوق السوداء، وتحرَّر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق. خبير إقتصادى : حل أزمة الدولار فى إتاحته وليس منعه الخبير الاقتصادى أحمد أبو السعد رئيس مجلس إدارة شركة "رسملة"، أشاد بإيجابية عمليات ضبط تجار العملة في السوق السوداء، وذلك للحفاظ على العملة الصعبة الموجودة بالسوق، والمساهمة في عملية استقرار سعر الدولار، لكنه طالب بتركيز الجهود على السبب الرئيسي في الأزمة وهو البحث عن زيادة المعروض من الدولار وتوفيره وإتاحته بدلًا من منعه. أبو السعد قال ل"التحرير" إنَّ سبل تعظيم الدولة لمواردها من الدولار يتركز في خمسة محاور رئيسية، هي قناة السويس، والسياحة، والاستثمار الأجنبي المباشر، وتحويلات المصريين بالخارج، وزيادة الصادرات. وأوضَّح أنَّ موارد قناة السويس لا يمكن التحكم فيها لارتباط الأمر بحركة التجارة العالمية ونشاطها، بينما تتوقف عودة السياحة وكذلك تحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر، على استقرار الأوضاع في البلاد وإعادة الأمن والأمان وهو الدور المنوط بوزارة الداخلية، بخلاف التشجيع على الاستثمار الأجنبى. وشدَّد على ضرورة تعظيم موارد الدولار على تحويلات المصريين من الخارج، إذ قال: "تحويلات المصريين في الخارج كانت بتشيلنا في السنوات الماضية، وكانت 7 مليارات جنيه قبل الثورة، وبلغت قرابة 22 مليون دولار في الفترة الماضية، إلا أنَّها قلت بسبب القيود التي باتت تفرضها الدول الأخرى على عمليات التحويلات، وتجبر العاملين فيها على تحويل الأموال بالعملة المحلية للبلد المحول إليها بما يحرمنا من العملة الصعبة". وطالب "أبو السعد" الدولة بالتنسيق مع الدول العربية وبخاصةً "الخليج" التي يكثر عدد المصريين العاملين فيها؛ لرفع القيود على تحويل أموالهم إلى مصر بالدولار والعملة الصعبة، وهو الأمر الذي يتطلب تنسيقًا دبلوماسيًّا واقتصاديًّا قويًّا. واختتم قائلًا: "البحث عن توفير الدولار داخل الدولة أجدى من التقييد على تداوله، لأنَّ إغفال السبب الرئيسي للمشكلة سيزيد الأوضاع سوءًا مهما حاولنا تغليب الجهود على العوامل الأخرى المساعدة".