«أحمد»، ذلك الطفل المصري، صاحب ال13 عامًا، الذي لم يجد وطنه يحنو عليه، فآثر الهجرة غير الشرعية، على البقاء في مدينة «رشيد»، بمحافظة البحيرة، فقط لكي يتثنى له الحصول على ثمن روشتة طبية لشقيقه الأصغر «فريد»، صاحب ال6 أعوام. وقائع القصة رواها الناشط أحمد صقر، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: «دي صورة أحمد طفل مصري، عنده ١٣ سنة، بعد ما وصل جزيرة لامبيدوزا في إيطاليا، طفل مصري عبر البحر الأبيض المتوسط لوحده شايل روشتة طبية لأخوه الصغير (فريد)، اللي عنده ٦ سنين، ومريض مرض نادر في الدم، ومكلف جدًا بالنسبة لأسرة مصرية فقيرة من مدينة رشيد في البحيرة، وبنظام رعاية صحية زي اللي في مصر». أضاف: «كل الظلم والظروف الغير منطقية في الإنفاق الحكومي اللي بيصرف ٤ مليار علي طيارات فخمة مش محتاجينها لكنه ميوفرش ٥٠ ألف جنيه لعلاج أخوه الصغير بتأمين صحي كريم يحفظ كرامتهم في بلدهم، فكانت النتيجة أن الأسرة بدل ما المرض والموت هايخطف منهم فريد، قرروا زي كتير من المصريين دلوقتي أنهم ياخدوا الحد الأقصى من محاولات الهروب والنجاة من وطن ظهر الفساد فيه في البر والبحر». تابع: «قرروا يبعتوا أحمد على قارب من قوارب الموت العابر للبحر المتوسط، على أمل إنه ينجو ويوصل ويتكتبله حياة جديدة هناك، يمكن يقدر يساعد أخوه من النجاة، ولو لم ينجو فمش هاتفرق كتير النتيجة بالنسباله لِيّه أو لأخوه لو فضل في مصر». استكمل: «جمعوا 10 آلاف جنيه، مضى الأب علي إيصال أمانة ب١٠ آلاف جنيه للمهرب اللي رّق قلبه لما شاف أن الولد مش واخد معاه على القارب إلا شوية الروشتات بتاعت أخوه فريد في رحلته إلى المجهول في قلب البحر». استطرد: «وصل أحمد إلى إيطاليا بعدد سنوات عمره القليلة وحمله الكبير، الإيطاليين ماكانوش مستوعبين قصته والرحلة الإسطورية اللي خاضها في محاولة مستحيلة لإنقاذ أخوه ونفسه من البقاء في بلد بقت قاسية علي ناسها». أشار إلى أن جريدة إيطالية، تُدعى «كوريرا ديلا سيلا»، اهتمت وكتبت عن قصة «أحمد»، متابعًا: «طبيب إيطالي شهير أعلن استعداده لتحمل تكاليف علاج الطفل حال قيام الحكومة الإيطالية بالسماح باستقدام الطفل المريض في مصر». أكمل: «الموضوع وصل للحكومة الإيطالية اللي وافقت على سرعة سفر الأسرة كلها مع فريد للبدء في علاجه، القدير الرحيم استجاب لدعوة في جوف الليل من المساكين ليحملهم ويشملهم بعنايته.. من رشيد إلى مدينة فلورنسا حيث يتلقى فريد العلاج». وعلّق رواي القصة: «كلنا هانتحاسب وهانتسئل على كل اللي زي أحمد وقواربهم موصلتش لشاطئ نجاة، يا رب أرزق بلدنا رحمة وفرج وأمل كما رزقتها لتلك الأسرة المصرية بلا حيلة أو مدد إلا منك».