تبدو أيتن عامر كمن اندمجت فى دور «فاطمة» بطلة مسلسل «الزوجة الثانية»، ولكن متأخرا بعض الشىء، فالممثلة الشابة تحسن أداؤها كثيرا فى الحلقات التى عرضت مؤخرا، عما كان عليه فى البداية، لكن للأسف هذا حدث بعد أن فقدت تقريبا نصف جمهور المسلسل الذى صدم بتعبيرات وجهها وبطريقتها فى تقديم دور فاطمة الفلاحة الجميلة الطيبة، عزيزة النفس، فى الحلقات الأولى. الحقيقة أنها سيئة الحظ ففى الوقت الذى ظهر فيه اجتهادها فى ارتداء الشخصية، وجدت نفسها تقريبا بلا جمهور. لسنا بحاجة إلى أن نذكّر أحدا بمشاهد أيتن عامر عندما كانت تمشى هنا وهناك فى القرية بحثا عن كوبين من اللبن لطفليها أو كسرة خبز للزوج الفقير، ولا حينما كانت يغازلها العمدة ويتودد إليها فتنظر إليه بشكل لا تعرف منه فيما تفكر، ولا يوضح لنا أى تعبير تقصده من وراء تلك النظرة الجامدة، كنا نشعر أنها تمثل من على القشرة، دون أن تدخل فى عمق الشخصية الثرية جدا. الآن آيتن دخلت تدريجيا فى أجواء الشخصية، وأصبحت فاطمة أو «فاطنة» «كما يحب الجيران والمعارف منادتها، قد يكون السبب أن الدراما تصاعدت، ووجدت البطلة نفسها تكذب وتخدع، وتناور، وتحاول إشعال الحدث، مرة تذهب باكية إلى العمدة الذى يستعد للزواج بها، وتحاول أن تجعله يقلب على الزوجة الأولى حفيظة. كانت تبالغ فى بكائها المصطنع، ولا تخجل من أن أمرها قد يبدو مفضوحا، الزوجة الشابة المرغمة على ترك زوجها أصبحت أكثر قوة الآن، إنه الكيد. فأيتن عامر نجحت فى أداء الدور بمزيد من الإقناع الذى افتقدت إلى كثير منه فى الأيام الأولى لرمضان، تابعت أيضا مناوراتها مع العمدة عتمان مرة تتودد إليه ومرة تجعله يتعاطف معها، ومرة تتوعده، ومرة تجبره على إنفاق أموال كثيرة بلا طائل، وفى عينيها نظرة ماكرة نجحت أيتن فى أن تجعلها لا تغادر عينيها طوال حديثها مع الزوج الجديد. ثم جاءت ليلة الزفاف.. ارتدت فاطمة فستانها، وجلست تتوسط المعازيم الذين كان نصفهم يسخر منها، والآخر يتعاطف معها، فالمرأة التى تركت زوجها وأبناءها مغصوبة ترقص، تتحرك وتصفق وتدور فى ذاكرتها مع كل حركة، تتذكر ليلة زواجها الحقيقية مممن اختارته. العروس التى تبكى وهى ترقص وتحاول أن تقاوم الذكرى كان من أفضل مشاهد أيتن عامر حتى الآن، وحاولت فى المشهد التالى أن تضع ذكرياتها جانبا، وتباشر تنفيذ خطتها الجديدة، حيث ستحاول الانتقام وتحقيق مكاسب آخرى، بعيدة تماما عن فكرة راحة البال. بالطبع كانت تعلم أيتن عامر أنها ستتعرض لانتقادات حادة بمجرد أن أعلنت موافتقها على تجسيد دور قدمته سعاد حسنى من قبل، وبعيدا عن الانتقادات الاستباقية حمل العمل كثيرا من نقاط الضعف التى جعلت حملة الانتقادات مشروعة، لكن هذا لا ينفى أن الشابة بموافتقها على الدور جازفت، والمجازفة فعل يحسب لها، والآن الأحداث الأكثر إثارة جاءت لصالحها. وتصاعد وصلات الردح بينها وبين حفيظة، والتى تؤديها أيتن بإتقان لا يخلو من خفة دم، وهو ما يشير إلى أن الحلقات المقبلة سوف تكون أفضل حالا بكثير. أيتن عامر لفتت إليها الأنظار عام 2007 من خلال الجزء الأول بمسلسل «الدالى»، ورغم أنها قدمت قبله مجموعة من الأدوار التى بدأتها عام 2004 بمسلسل «ملح الأرض»، فإن «الدالى» كان ورقة انطلاقها، وشهرتها. وخلال أقل من عشرة أعوام نجت فى أن تقدم ما يزيد على الثلاثين عملا، وها هى أصبح لديها مسلسل رمضانى هى بطلته، بغض النظر عن الملاحظات التى يمكن أن نأخذها عليها، لكنها البداية، التى تعنى أن أيتن لن تتنازل مرة أخرى عن الصف الأول.