بعد النطق بالحكم التاريخى، بإعادة ثلاث شركات تم خصخصتها إلى أحضان الدولة مرة أخرى، لم يجد العمال ما يفعلونه تعبيرا عن امتنانهم للمحامى خالد على، مدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، سوى أن يحملوه على أعناقهم ويصفوه بحبيبهم. خالد على استقبل الأحكام الثلاثة لمحكمة القضاء الإدارى ببطلان خصخصة شركات «طنطا للكتان»، و«غزل شبين»، و«المراجل البخارية» فى الدعاوى التى ترافع فيها، بدموع وابتسامة تكشف عن الأمل فى الغد، بعد أن جلجل صوته فى أثناء مرافعته داخل أرجاء قاعات مجلس الدولة، منددا بفساد استفحل حتى وصل إلى سرقة آلاف المليارات، وتشريد مئات الآلاف من العمال.
خالد على وهب نفسه للدفاع عن قضايا العمال وهمومهم، فهو يرى أنهم الحلقة الأضعف فى أى مشروع، ولذا فهو من أبرز المدافعين والمشاركين فى تأسيس النقابات المستقلة للعمال، فقد قام خالد مؤخرا بعمل دليل لجميع العمال الذين يريدون عمل نقابة مستقلة، تعبر عن مطالبهم وحقوقهم تحت عنوان «كيف تؤسس نقابة عمالية».
يكفيه للدفاع عنهم ورقة يكتب فيها العمال خواطرهم عنه، من يراه فى أثناء وقوفه أمام منصة القضاء وإلقائه مرافعته يرى فيه نموذجا لنبيل الهلالى، بعد أن ترافع فى مئات بل آلاف القضايا المدافعة عن حقوق العمال، واستطاع خلالها انتزاع أحكام ببطلان انتخابات النقابات المهنية، وعدم دستورية القانون الخاص بها ورفع الحراسة القضائية عن نقابة المهندسين بعد 15 سنة، إضافة إلى وقف خصخصة الهيئة العامة للتأمين الصحى.
عودة شركات القطاع العام التى تم خصخصتها هى الهدف الذى يضعه نصب عينيه فى الوقت الحالى، معتبرا أن أحكام القضاء بعودة شركات «عمر أفندى، والمراجل البخارية، وطنطا للكتان، وغزل شبين»، التى كان جزءا منها هى مجرد بداية لسلسلة من الشركات التى وهب نفسه للمطالبة بعودتها إلى عمالها الذين يتشوقون إلى إدارة عجلة الإنتاج التى حرصت حكومات عبيد ونظيف على وقفها وربما تفكيكها وبيعها.