اليوم سيزين شعب مصر بملايين أجساد أبنائه الأبرار ميادين وشوارع ودروب الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، وسيصنعون لوحة جديدة بهيجة ورائعة وأسطورية وبليغة أيضا فى التعبير (للمرة الألف) عن حقيقة ساطعة لا يفهمها أو يتجاهلها الأوباش المجرمون عميان البصر والبصيرة، وهى أن شعب هذا البلد الطيب وجيشه الوطنى الباسل فى وحدة عضوية وترابط لا يقبل انفصاما ولا انفصالا إلى يوم الدين. اليوم سيثبت شعبنا، وللمرة الألف أيضا، أنه ومجتمعه ودولته صف واحد فى مواجهة عصابات الشر وقطعان الفاشية والظلام وأعداء الحياة، وسيلقى الرعب فى قلوبهم الحجرية وسيرسم فى الأفق علامة النصر النهائى على مشروع الخراب والخيانة، وسيجبر من تبقى لدية ذرة من عقل على إدراك واقع مادى ينطق بأن القدر الأسود المحتوم حل وهبط على المجرمين الخونة وأنهم مستقرون الآن فعلا فى مكب نفايات التاريخ، كما أن ساعة الحساب والعقاب قد حانت وأنهم لا محالة سيدفعون فورا ثمن كل هذا الفيض الرهيب من شتى صنوف العربدة والإجرام والتقتيل والتعذيب والتخريب واللصوصية.. فقد تمادوا وأمعنوا فى الغى والانحطاط، فلم يكتفوا بمحاولة السطو على حاضرنا وسرقة مستقبلنا، وإنما غاصوا فى أوحال العار والتوحش لدرجة استباحة «نشل» واختلاس أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا ضحايا عربدات قطعانهم المجرمة!! هل سمعت الدنيا عن سفالة وانحطاط يكافئ أو يماثل إقدام قاتل جبان على سرقة روح ضحيته؟! نعرف عن القاتل الذى من فرط التجبر والوقاحة يمشى فى جنازة القتيل، لكن لا أظن أن أحدا من البشر أخذته الخسة والضعة إلى درجة خطف جثمان شهيد قتله بالغدر ثم ادعى بالكذب والزور أن الشهيد يخصه!! هذا الإجرام الملامس حدود الخرافة ارتكبته جماعة الشر والخيانة بدل المرة مئة مرة على الأقل، أشهرها ما فعلته مع الزميل الشهيد الحسينى أبو ضيف الذى قتلته عصاباتها المسلحة تحت أسوار القصر الرئاسى عندما كانت «ذراعها» القذرة تسكنه بالعافية والبطلان، ثم لم تخجل أبواقها الكذابة النصابة من ادعاء أن الشهيد الذى قاوم بقلمه شرورها وكشف فى صحيفته فضائح يندى لها الجبين اقترفتها «الذراع» فور جلوسها على سدة الحكم، إنما هو من أنصارها ومن شراذم أتباعها (!!) أما أحدث سرقات الأرواح فقد وقعت من أيام قليلة وكان ضحيتها شاب رائع (المهندس حسام الدين محمد صادق) استشهد وهو يقاوم بجسده العارى، مع مئات آخرين، قطيعا من الهمج المتوحشين انطلقوا فى الليل كالعادة من «البؤرة العفنة» التى أقاموها فى الساحة المواجهة لجامعة القاهرة، وانقضوا بالرصاص الحى والخرطوش على المواطنين العزل سكان حى الجيزة، لكنهم بعد أن شبعوا وتعبوا من القتل وشرب الدم نشلوا جثة الشهيد الشاب، وراحوا ينوحون ويولولون بكذبة أن الشهيد البطل هو قتيلهم، وقبل أن يتموا باقى الجريمة الفاحشة الرهيبة ويفبركون جنازة للشهيد بعيدا عن أهله وأحبته، فضحهم المولى تعالى وهتك سترهم وأظهر للعلن رميم ضمائرهم الميتة التى يقرف منها ويعافها الذباب ودود الأرض.