أقيم مساء أمس الأحد، العرض الخاص لفيلم "اشتباك"، في سينما جالكسي بمول العرب بمنطقة السادس من أكتوبر، قبل طرحه جماهيريًا بدور العرض الأربعاء 27 من شهر يوليو الحالي، ويأتي هذا الطرح بعد مداولات عديدة بين صنّاع العمل السينمائي مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، التي أشيع أن سبب رفضها للفيلم يرجع لترويجه فكرة المصالحة مع الإخوان باعتبارهم أحد طوائف الشعب، وحتى تصرح الرقابة بطرحه فرضت على صنّاعه كتابة جملة في مقدمة العمل مفادها أنه بعد ثورة 30 يونيو، اندلعت مظاهرات دعت لها جماعة الإخوان؛ حتى يستعيدون السُلطة. مؤلف ومخرج العمل محمد دياب، أبدى ضيقه من هذه الجملة، وأنه لم يكن يرغب في كتابتها، مشيرًا إلى أنها تحمل الفيلم بُعدًا سياسيًا لم يتخذه في قصته ولا يقدمه، مشددًا على أنه عمل سينمائي إنساني لا علاقة له بالسياسة، ولا يؤيد جانب معين دون غيره. محمد حفظي منتج الفيلم وصف أيضًا "اشتباك" بأنه ليس فيلمًا سياسيًا ولا مُسيسًا، كذلك لا يتبع أجندة سياسية ما، لافتًا إلى أن أحداثه صحيح تدور في فترة سياسية شائكة في التاريخ المصري، لكن عند متابعة المشاهد للفيلم سيجد أن السياسة تنتهي سريعًا ليتعايش مع الحالة الإنسانية للشخصيات في الأزمة التي يجدون أنفسهم فيها. حضر العرض الخاص عدد من أبطال "اشتباك"، منهم نيللي كريم، وهاني عادل، طارق عبد العزيز، أشرف حمدي، الطفل أحمد داش، ومن الممثلين الشباب علي الطيب، حسني شتا، محمد عادل، مي الغيطي، ووالدها الإعلامي محمد الغيطي، إلى جانب مؤلف العمل خالد دياب، ومنتجيه محمد حفظي، ومعز مسعود. كما حرص على تهنئة نجوم العمل عدد من الفنانين منهم خالد النبوي، حورية فرغلي، محمد فراج، الممثل الشاب يوسف عثمان، ناهد السباعي، ووالدتها المنتجة ناهد فريد شوقي، ومن المخرجين عمرو سلامة, خالد يوسف، كريم العدل، وأحمد مدحت وشقيقه المؤلف أيمن مدحت، والمنتج محمد العدل، والإعلامية منى عبد الوهاب. يُذكر أن "اشتباك" تم عرضه في الدورة 69 من مهرجان كان السينمائي، في قسم "نظرة ما"، وحصد إشادات عديدة، حيث جاءت مشاركة الفيلم بعد 3 سنوات من غياب السينما المصرية عن الاختيارات الرسمية للمهرجان الأكثر شهرة في الأجندة السينمائية الدولية، وقد اختاره نقاد موقع هوليوود ريبورتر ليكون في قائمة أفضل 10 أفلام عُرضت ضمن فعاليات المهرجان هذا العام. تدور أحداث فيلم "اشتباك" بالكامل داخل سيارة ترحيلات تابعة للشرطة، تستقبل في أحد الأيام التالية لثورة 30 يونيو مراسل يجسده هاني عادل ومعه مصور يعملان في وكالة أسوشيتد برس، لكن الضباط يشتبهان في حصولهما على تمويل أمريكي، ليتم وضعهما في السيارة، وحينما يطلبان المساعدة من المارين في مظاهرة مؤيدة للجيش والشرطة، يفاجآن بقذف المجموعة طوب عليهما، إلى أن تأتي الشرطة وتضع كل الأفراد داخل السيارة، ليختلط عليها الأمر بين المؤيد لها والمعارض، تمهيداً للتحقيق معهم. ويستمر الوضع على هذا النحو طوال فترة الفيلم التي تصل إلى 100 دقيقة، إذ تسير العربة داخل شوارع القاهرة المشتعلة بالمظاهرات وتضع الشرطة بداخلها كل من تعتقد أنهم مثيرون للشغب أو مشتبه بهم على أقل تقدير، ونتابع خلال هذه الرحلة مواقف إنسانية صعبة منها وفاة والد أحد المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان في سيارة الترحيلات؛ بسبب عدم قدرته على التنفس، كذلك مواقف كوميدية نفذها المخرج بمعاونة الممثلين بخفة ظل تناسب الأجواء التي يعيشونها، وفي ظل اشتباكات خارجية بين الشرطة والمتظاهرين تختفي اختلافاتهم ويصبح هدفهم الأول هو الخروج سالمين، كما لو كانت هذه السيارة هي مصر، التي تضم كل أطياف الشعب، وعليهم تحمل بعضهم الآخر. الفيلم استغرق تصويره 26 يوماً على مدى 3 شهور، وقبل البدء في تصويره تم العمل على صناعة عربة ترحيلات حقيقية من الداخل، ويكون من السهل إضاءتها وأن تتحمل العدد الذي سيكون بداخلها، وهي المهمة التي قامت بها مهندسة الديكور هند حيدر، والتي ركزت على أن يكون ارتفاع السيارة واقعيًا لأن الكاميرا ستلتقط المشاهد الخارجية من ارتفاع يماثل منظور الممثلين داخل العربة، التي أيضًا تم تصميمها بطريقة تجعلها قابلة للفك والتركيب من نواحي عديدة، وقابلة للاتساع، بحيث تعطي مزيد من الحرية أمام حركة الكاميرا والممثلين وفتح منافذ للإضاءة، بما يجعلها تشبه موقع تصوير متحرك. وكانت أبرز الآثار التي تركها "اشتباك" على أبطاله تلك الإصابات البدنية، التي ترجع إلى التزامهم بمدة تصوير حدها الأدنى 12 ساعة متصلة، وكان آخر أسبوع قد شهد إصابة بعض الممثلين بنوبات ذعر وفزع، حتى أن بعضهم كان يطلب الخروج من عربة الترحيلات سريعا بسبب شعوره بالاختناق، كما أن هناك مجموعة من أبطال الفيلم ذهبوا إلى أطباء نفسيين بعد الانتهاء من التصوير ليتعافوا نفسيا مما أصابهم.