كتبت: شيماء محمد بعد فشل محاولة الانقلاب في تركيا، هاتف الرئيس التركي أردوغان نظيره الإيراني حسن روحاني قائلًا له: إنهم "عازمون على التعاون مع إيران و روسيا لحل قضايا المنطقة وتعزيز الجهود لإعادة السلام والاستقرار “. رجوعًا إلى بدء محاولة الانقلاب في تركيا يوم 15 يوليو السابق، ومع أول الأخبار الواردة من تركيا بوجود محاولة انقلاب عسكري على حكومة أردوغان، اجتمع مجلس الأمن الأعلى الإيراني لمناقشة آخر التطورات في تركيا، وترأس الاجتماع الرئيس حسن روحاني الذي أجرى اتصال هاتفي سريع مع الرئيس التركي قائلًا: إنه "يجب أن نضع أيدينا بيد بعض لتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة ومحاربة الإرهاب وتخليص المنطقة من الشر". ومنذ بدء محاولة الانقلاب، كان قد صرح الرئيس روحاني بعدة تصريحات مهمة وسريعة موضحًا أن إيران كانت وستبقى بجانب الحكومة المنتخبة في تركيا، معربًا عن إعجابه بالشعب التركي قائلًا: إنه "أظهر نضجًا سياسيًا بالدفاع عن الديمقراطية، وأثبت أنه لا مكان للأساليب العنيفة في المنطقة”. وألمح الرئيس الإيراني في تصريح له، أن محاولة الانقلاب في تركيا كانت تجربة جيدة لمعرفة الأصدقاء والأعداء من الداخل والخارج. لكن جاء تصريح "محمد جواد ظريف" وزير الخارجية الإيرانية أكثر صراحة عندما قال: إن "بعض الدول مثل السعودية وقطر لم تكره فكرة نجاح الانقلاب في تركيا وهذه الأمور التي يجب الوقوف عندها كثيرًا". كما أكد "ظريف" في اتصال هاتفي مع نظيره التركي "أوغلو"، أن إيران واقفة بجانب الحكومة المنتخبة في تركيا، داعيًا القيادات في تركيا للوحدة والعقلانية. وأفاد "على شمخاني" أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن طهران دائمًا تُفضِّل رأي الشعب على الحكومات القبلية والعشائرية، و إيران منذ البداية تُرجِّح الحكومة المنتخبة على الانقلاب غير المدعوم جماهيريًا، وهذا لايقتصر على تركيا فقط، وذلك سبب تواجدنا في سوريا، مشددًا على أن إيران وقياداتها كانت على اتصال مع المسؤوليين السياسيين والأمنيين في تركيا منذ بداية الأمر وتابعنا التحركات بدقة شديدة. كما صرح "حسين أمير عبد اللهيان" مستشار وزير الخارجية الإيرانية لوكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية، أن أردوغان وبشار الأسد الرئيسان الشرعيان لدولتيين مهمتيين، وصلوا إلى سدة الحكم بالسبل الديمقراطية وأصوات الشعب، معتبرًا محاولة الانقلاب حدث من خلال خيانة عناصر من الداخل التركي، بجانب دعم خارجي خفي، مضيفًا أن دعم الرئيس الإيراني لأردوغان هو دعم لجار وحليف استراتيجي وللديمقراطية، متهمًا السعودية مباشرة بأن لها دور تخريبي في المنطقة . ولفت الدكتور "على أكبر ولايتي" مستشار المرشد الأعلى ووزير الخارجية السابق إلى أن إيران ترفض الانقلاب في تركيا، ونأمل أن يحترم الرئيس التركي آراء الشعب السوري ويُفسح المجال أمامه لاختيار حكومته، مضيفًا أن تلميح الحكومة التركية الأخير إلى رغبتها بالحوار مع الحكومة السورية خطوة للأمام. أما داخل إيران، استغرب البعض تصريحات المسؤولين الإيرانيين ودعمهم لأردوغان، وقال سياسي بارز لوكالة مهر الإخبارية الإيرانية (رفض الإفصاح عن اسمه) قائلًا: إننا "لا يمكنا القبول بقيام انقلاب في تركيا، فذلك الأمر سيهدد أمن واستقرار المنطقة بما فيهم إيران، وذلك بالرغم من الخلافات بينا وبين تركيا بسبب سوريا والعراق”. ويرى بعض الصحفيين الإيرانيين المحافظيين، أن سقوط أردوغان كان سيكون له أثر إيجابي على الحرب في سوريا، وقال البعض: إنهم "تفاجئوا برد فعل الحكومة الإيرانية تجاه الانقلاب في تركيا، والذي جاء أسرع من رد فعل أي حكومة أخرى في العالم”. ويرجع المهتمين بالشان الإيراني هذا الدعم لحكومة أردوغان، بسبب العلاقات التجارية الكبيرة بين البلدين - فتركيا كانت من أكثر البلاد تعاملًا مع طهران في المجالي التجاري أثناء فرض العقوبات على إيران، وبعد الاتفاق النووي وضعت أنقرةوطهران خطة لرفع مستوى العلاقات التجارية بينهم من 15 مليار دولار إلى 30 مليار دولار . وأيضًا التوجه الإسلامي للحكومة في أنقرة، قرَّب وجهات النظر مع إيران حتى وإن اختلفوا في أمور كثيرة، لكن يبقى السؤال الأهم هل لعبت إيران دورًا في إفشال محاولة الانقلاب داخل تركيا حماية لمصالحها؟