مائة ألف مواطن يعانون العطش يوميًّا.. ومياه الحكومة بتجيب أمراض للمواشي مواطن سوهاجي: بشتري "ميه" ب200 جنيه شهريًّا.. الجركن الصغير بجنيه والكبير ب3 شباب القرية: 15 سنة مفيش مسئول جه عندنا يشوف أحوالنا.. عايزينا نحب مصر إزاي! مواطنو غرب طهطا: بنجيب "الميه" من المركز ب10 جنيه الجركن.. وحاسين إننا في الصومال الجمعية الشرعية تعالج المشكلة بمحطة مياه بتكلفة ربع مليون جنيه في ظل عجز الحكومة عن توفيرها يبدو أن هناك قرى سقطت من حسابات الحكومة وكما غاب عنها الدولة تجاهلتها أيضًا وسائل الإعلام فلم نعد نسمع عنها شيئًا ولا تطأها أقدام المسئولين إلا فى النكبات والكوارث، إنها قرى غرب مركز طهطا شمال محافظة سوهاج البالغ عددها ما يقرب من 26 قرية تعاني من مشكلات تلوث مياه الشرب، حيث بلغت نسبة ارتفاع الأملاح بها إلى 1600 % والتى تجاوزت النسبة المعمول به في وزارة الصحة وهى الأقل من 800%، حتى صارت كالسموم في أجساد البسطاء التي تنذرهم بالأمراض الفتاكة. " التحرير " انتقلت إلي قري غرب مركز طهطا لرصد معاناة المواطنين التي امتدت إلى عشرين عامًا وأكثر في الحصول على مياه شرب نقية، ورصدنا تدني مستوى مياه الشرب بقرى نزلة القاضي والجبيرات والكوم الأصفر وكوم بدر وعبادة والحردية البحرية والقلبلية والشيخ مسعود وبني حرب والصفيحة ونزلة خاطر ونزلة عمارة والجريدات والطوالب والشيخ حماد والشيخ رحومة ونزالي داود، وقرى ونجوع أخرى لا تستطيع السطور حصرها تعانى من تلوث رهيب فى مياه الشرب المنزلية، مما يدفع سكان تلك القرى لشراء المياه وكانهم فى دول إفريقية وليس فى بلد النيل مصر. يقول المهندس محمود أبو سديرة من قرية نزلة القاضي غرب طهطا، إننا نعانى بمرارة من إهمال المسئولين في توفير مياه شرب نقية لعشرات الآلاف من المواطنين وكأننا لسنا من مصر، فمياه الشرب التى تأتي من شركة المياه ملوثة تمامًا ولا يمكن لأحد تجرعها بسبب تغير خواصها الطبيعية ورائحتها الكريهة، مما يدفعنا لشراء مياه الشرب من المرشحات الخاصة بسبب عدم ربط القرية بمحطة مياه شطورة السطحية، ويزيد معاناتنا اليومية في الحصول على مياه شرب صالحة، مطالبًا المسئولين بالتحرك قبل أن تحدث كارثة إنسانية تتسبب في وفاة المواطنين بسبب تلوث المياه. ويضف حسن بخيت مواطن من قرية الجبيرات، أنا بشترى مياه شرب ب200 جنيه شهريًّا من المرشح الخاص الذي تم إنشاؤه من قبل الجمعية الشرعية بالقرية، بسبب تلوث مياه الشرب التي صارت رائحتها أشبه بمياه "الصرف الصحي" حيث إن نسبة الأملاح بها بلغت 1600%، مما يلقى بظلال وخيمة على صحتنا ويهددنا بالأمراض الفتاكة، في حين أن وزارة الصحة تؤكد أن النسبة المعمول بها لا تتجاوز 800% مما يضر بصحة أطفالنا وينذرهم بالفشل الكلوي الذي ارتفعت نسبته بقرى غرب طهطا، وصارت أحلامنا هي كوب ماء نقي وسط تقاعس تام من المسئولين. وقال إبراهيم خضر "مزارع" إن مياه الشرب الخاصة بشركة مياه الشرب والصرف الصحية تسبب الأمراض للمواشي، لذلك بنشتري المياه من مرشح خاص تابع للجمعية الشرعية الجركن 15 لترًا بجنيه والجركن 30 لترًا ب2 جنيه، ولو ذهبنا لمركز طهطا الجركن هيكلفنا 10 جنيهات بسبب المواصلات، متسائلًا: حرام ده ولا حلال، وفين مسئولي المحافظة من معاناتنا أين هم، وهل يستطيع أحدهم أن يشرب المياه الملوثة اللى في قريتنا ويصرحوا بأنها صالحة للاستخدام، طيب تعالوا شوفوها الأول دى المواشي في الحوش بتتأذى من رائحتها، وكل شهر عايزين فلوس فواتير الاستهلاك في حين أن المياه ملوثة. وذكر كل من عمرو أحمد وطارق مهران وسعيد حسين من شباب قرية الجبيرات والتي تفاوتت أعمارهم ما بين 15 عامًا و17 عامًا و19 عامًا، أنهم طوال عمرهم لم يشاهدوا أي مسئول تفقد القرية للاستماع لمشاكلهم وكأننا من عالم آخر، موجهين رسالة لرئيس الجمهورية "أبناءك بيموتوا من مياه الشرب الملوثة، ومفيش مسئول بيفكر يزورنا ويسمع لمشكلاتنا، أغيثونا قبل فوات الأوان". وصرح مصدر مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأن الشركة تسعى لحل مشكلات قرى غرب طهطا شمال محافظة سوهاج من خلال ربط محطة مياه شطورة السطحية بتكلفة 250 مليون وبطاقة إنتاجية 51 ألف متر مكعب لتوفير المياه النقية لعشرات القرى والنجوع لإنهاء معاناة المواطنين، مضيفًا أن مياه تلك القرى صالحة للاستخدام ومطابقة للمواصفات، لكن الأهالي يتخوفون منها ويعتقدون أنها ضارة بصحتهم على خلاف الحقيقة.