استدعى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، اليوم مدير إذاعة الجيش الإسرائيلي - التابعة لوزارة الدفاع- للتنديد ببث برنامج عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، بحسب بيان صادر عن وزارته، وبثت الحلقة عن درويش، الذي يعد أحد أهم شعراء العالم العربي؛ في إطار برنامج للجامعة المفتوحة في إسرائيل، وهي مؤسسة للتعليم عن بعد. وتناولت إذاعة الجيش في برنامج أكاديمي قصيدة محمود درويش "سجل أنا عربي" التي يقول فيها "أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد، ولكني إذا ما جعت كل لحم مغتصبي، حذار حذار من جوعي ومن غضبي". وقال ليبرمان في البيان "إنها مسألة خطيرة تتعلق بشخص كتب نصوصا ضد الصهيونية، ويتم استخدامها حتى الآن لتشجيع الأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل"، مضيفا "من الواضح أن هناك خطأ ولا يمكننا السماح بتجاهله"، مشيرا إلى أن "ليبرمان استدعى مدير الإذاعة العسكرية يورام ديكيل للحصول على توضيحات". ودافعت إدارة إذاعة الجيش في بيان عن البرنامج مؤكدة أن "الانفتاح على الجامعات والحرية في أوساط الأكاديميين يلزمنا إفساح المجال أمام المستمعين لإثراء أفكارهم". ويعتبر درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويطلق عليه اسم شاعر المقاومة، وقد أسهم في تطوير الشعر العربي من خلال مزجه بين الحب والوطن، كما صاغ وثيقة الاستقلال الوطني الفلسطيني التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1988 في الجزائر. وفي عام 2000، اقترح وزير التعليم الإسرائيلي الأسبق يوسي ساريد، من حزب ميريتس اليساري، تدريس عدة قصائد لدرويش في المناهج الدراسية الإسرائيلية. لكن رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك رفض ذلك مؤكدا أن إسرائيل ليست مستعدة للقبول بذلك. بدورها هاجمت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف، الأمر بقولها إن "إذاعة الجيش انحرفت، إنها خصصت برنامجاً للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وتبحث قصائده المعادية لمواطني إسرائيل"؛ مضيفة أنه "لا يمكن لإذاعة الجيش العامة أن تمجد وتعظم في برنامج إذاعي يسرد الرواية المعادية لإسرائيل". وأضافت أن "الرواية الفلسطينية ترفض قبول إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية"، وفي المقابل استهجن العضو العربي بالكنيست أحمد الطيبي، مواقف الوزيرة الإسرائيلية، لافتا بقوله "هي رفضت تناول قصائد درويش لأنه شاعر النكبة". وأضاف الطيبي وهو صديق شخصي لدرويش "لا أعتقد أن ريجيف تعرف من هو درويش أو حتى قرأت أيا من قصائده، وعليه فقد كالت هذا الهجوم الأرعن عليه"، وتابع الطيبي" لقد تمت ترجمة أعمال درويش إلى كل لغات العالم، فهو شاعر الخير والحب والعدل، وهي القيم المناقضة تماما لقيم ريجيف القائمة على الاحتلال والتوسع والعنصرية والفاشية".