جاءت تغطية أغلب الصحف المصرية سابقة للأحداث في تركيا، فقبل أن تتضح معالم الصورة الكاملة للمشهد التركي ورغم تداخل الأحداث وتضارب الأنباء بالإضافة إلى كثافة الضباب على موازين الثقل السياسي والعسكري في أحداث أمس، خرجت جريدة الأهرام بعنوان "الجيش التركي يطيح بأردوغان" وهو ما يعد استباقًا للأحداث يعكس أمنيات الجريدة الحكومية دون اعتبار لمهنية الصحافة التتي تلتزم أولًا بمواكبة الحدث وليس تمنيه. وعلى منوال الأهرام غزلت جريدة "المصري اليوم" الخاصة، عنوانها حيث جاء مطابقًا لعنوان الأهرام "الجيش التركي يطيح بأردوغان" رغم أن من قام بمحاولة الانقلاب مجموعة محدودة من عناصر الجيش التركي، وليس الجيش مجتمعًا ولا كان هناك إجماع بين قياداته. وأوردت صحيفة الوطن الخاصة عنوانا مقاربا حيث قالت "الجيش يحكم تركيا ويطيح بأردوغان". بينما تصدر عنوان "انقلاب في تركيا.. الجيش يعلن تولي السلطة لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان" لجريدة أخبار اليوم الحكومية. في المقابل، واكبت جريدة "الشروق" الأحداث والتزمت بمعايير المهنية الصحفية حيث قالت في مانشيتها الرئيسي "محاولة انقلاب في تركيا.. وأردوغان يعلن إحباطها". وفي سياق موازٍ، كتبت صحيفة الشرق الأوسط "تركيا تقفز إلى المجهول" وهو عنوان يعكس حجم الضبابية والتضارب الذي ساد ليلة أمس. ودخل جنود من الجيش التركي مباني التلفزيون وقالت رئاسة أركان الجيش التركي في بيان مساء أمس الجمعة، نشرته وسائل إعلام تركية محلية، إن القوات المسلحة التركية تسعى لاستعادة النظام الدستوري، والديمقراطية، وتمكين هيمنة سيادة القانون مرة أخرى بالبلاد، بعد تدهور حالة حقوق الإنسان والحريات والنظام الأمني العام للإدارة. وسمع دوي انفجارين قويين في وسط العاصمة التركية أنقرة، وطوقت الدبابات مبنى البرلمان، واحتُجز رئيس الأركان خلوصي أكار في رئاسة هيئة الأركان. فيما ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الجمعة ب "تمرد مجموعة صغيرة داخل الجيش"، ودعا مواطنيه الى التصدي ل"محاولة انقلاب" من خلال النزول إلى الشارع. وقال أردوغان في اتصال هاتفي مع شبكة "سي إن إن تورك" "لا أعتقد أبدا أن منفذي محاولة الانقلاب سينجحون". وخرجت مظاهرات حاشدة آلاف الناس ضد المحاولة الانقلابية في عدد من المدن التركية. وظهر أردوغان وسط أنصاره في مطار أتاتورك في إسطنبول وأعلن فشل المحاولة الانقلابية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن عدد القتلى جراء محاولة الانقلاب وصل إلى 161 قتيلا و1440 جريحا، مؤكدًا أن السلطات التركية تعتقل 2800 من عناصر الجيش المشتبه في تورطهم في التخطيط للانقلاب.