تولت، أمس، تيريزا ماي، رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة، لتكمل أضلاع مربع الحكم في بريطانيا العظمى، وتنضم إلى زمرة النساء اللائي يحكمن في صنع القرار بالممكلة، فالمكلة إليزابيث الثانية تتولى السلطة منذ خمسينيات القرن الماضي، وفي اسكتلندا رئيسة الوزراء هي نيكولا ستورجن، وفي إيرلندا الشمالية أرلين فوستر التي تولت السلطة بداية العام الحالي، ويمكننا القول إن بريطانيا العظمى أصبحت ممكلة النساء الآن. الملكة إليزابيث الثانية احتفلت الملكة إليزابيث الثانية، بعيد ميلادها ال90، الشهر الماضي، وفق طقوس بريطانية معتادة في مثل هذه المناسبة، ورغم سنها، لاتزال تحظى بشعبية واسعة لدى مواطنيها. وعادة ما يمر عيد ميلاد الملكة دون إقامة احتفالات كبيرة، لكن الملكة قامت بتحية المهنئين لها قرب مقر إقامتها في قلعة ويندسور غربي لندن، ثم أنارت أول منارة من بين ألف منارة تم إنارتها في أنحاء البلاد والعالم احتفالا بهذه المناسبة. ودوت أصوات المدفعية في العاصمة البريطانية، في حديقة هايد بارك وبرج لندن، كما سيتم إضاءة البرلمان بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق. واعتلت إليزابيث، المولودة في 21 أبريل 1926، العرش في 6 فبراير 1952 في فترة كان فيها ونستون تشرشل يرأس الحكومة البريطانية، وكان ستالين يتزعم الاتحاد السوفياتي. ويجمع الخبراء في الشؤون الملكية على القول إن الملكة التي لا تزال تتمتع بكامل قدراتها في ال89 من العمر لن تتنحى يوما عن العرش. وهي ثاني زعماء العالم في سدة الحكم بعد ملك تايلاند الملك راما التاسع، الذي تولى منصبه في التاسع من يونيو 1946. تيريزا ماي ثاني سيدة تقود المملكة المتحدة بعد "المرأة الحديدية" مارجريت تاتشر، يأتي هذا بعد اختيارها زعيمة لحزب المحافظين خلفا لديفيد كاميرون، الذي أعلن استقالته بعد نتيجة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أجري في 23 يونيو الماضي. ماي هي "المرأة الحديدة وصاحبة الأحذية الأغرب" في حكومة حزب المحافظين الحالية، وكانت من أهم المؤيدين لحملة "البقاء" في الاتحاد الأوروبي، ولكنها سرعان مع أكدت على ضرورة احترام إرادة الشعب الذي فضل "الخروج" في استفتاء 23يونيو. تيريزا ماي (60 عاما)، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، وهي واحدة ممن تولوا منصب وزير الداخلية لأطول الفترات في تاريخ بريطانيا، ودائما ما ينظر لها باعتبارها الزعيمة المستقبلية لحزب المحافظين. ومن أوائل المؤيدين فكرة "تحديد المحافظين". ارتفعت أسهمها السياسية في عام 2013، عندما نجحت فيما فشل فيه العديد من وزراء الداخلية السابقين وهو ترحيل رجل الدين المتشدد أبو قتادة. ولكنها واجهت انتقادات حادة بسبب فشل الحكومة في الوفاء بوعدها لخفض أعداد المهاجرين لأقل من 100 ألف في السنة. انتخبت لأول مرة إلى البرلمان في عام 1997 نائبة عن مدينة "ميدنهيد"، وانضمت إلى حكومة الظل في عام 1999 كوزيرة للتعليم، وفي عام 2002 أصبحت أول سيدة تتولى الأمانة العامة للحزب. ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ ﺣﻘﻘﺖ ﺯﻋﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﺗﻠﻨﺪﻱ، ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ، ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ، الشهر الماضي، ﺣﻴﺚ ﻓﺎﺯﺕ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ، ﻋﻘﺐ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ، ﺇﻧﻬﺎ « ﺳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ». ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ « ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ » ﻓﻲ ﺍﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﺍ، ﻭﻳﻠﻲ ﺭﻳﻨﻲ، ﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﺿﺪ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ. ﻭﺣﻘّﻖ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻓﻮﺯﺍ ﻣﺤﺪﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﻜﺗﻠﻨﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ، ﺑﺨﺴﺎﺭﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﺛﺎﻧﻴﺎ، ﺗﻼﻫﻢ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. ﻭﺍﻧﺘﺰﻉ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ، 63 ﻣﻦ 129 ﻣﻘﻌﺪﺍ، ﻣﺘﺮﺍﺟﻌﺎ ﻋﻦ ﺍﻟ 69 ﻣﻘﻌﺪﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﺯ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ 2011 ، ﻭﻋﻦ 71 ﻣﻘﻌﺪﺍ ﻭﻓﻖ ﺁﺧﺮ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎﺕ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ ﺇﻧﻪ « ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ ﺣﻘﻖ ﻓﻮﺯﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ» ، ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺃﻧﻪ «ﺣﺪﺙ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﺗﻠﻨﺪﻱ». ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺳﺘﻮﺭﺟﻦ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﻜﺗﻠﻨﺪﺍ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2014، لاسيما بعد الموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ﻭﻛﺸﻒ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺳﻜﺗﻠﻨﺪﻱ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ 58 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻣﺘﻔﻮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪﻱ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﺑﻠﻎ 37 ﻧﻘﻄﺔ. أرلين فوستر أرلين فوستر هي سياسية، ومحامية، ولدت في مقاطعة فيرماناج، وتخرجت من جامعة الملكة في بلفاست، وهي زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي المؤيد للمملكة المتحدة، وتولت منصب الوزير الأول خلفا لبيتر روبنسون. ورفضت فوستر، دعوة نائبها القومي لإجراء استفتاء على الوحدة الإيرلندية واصفة إياها ب "دعوة انتهازية". وقالت فوستر، "من المستحيل حتى لو أجرينا استفتاء حدوديا أن تكون النتيجة لصالح إيرلندا موحدة."