ارتبط ظهور الشرطة النسائية في أذهان المصريين بالأعياد، حتى بات البعض لا يرى ضابطات مكافحة العنف ضد المرأة إلا مرتين سنويًا خلال عيدي الفطر والأضحى إضافة إلى جولات مديري الأمن، و"تشريفة" وزير الداخلية. وتكتفي ضابطات وأفراد الشرطة النسائية بتأمين دور السينما بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة، وفصل صفوف الشباب عن الفتيات؛ لمنع التحرش، وسط غياب تام بأماكن تفشي ظاهرة التحرش الحقيقية مثل كورنيش النيل وحديقة الفسطاط. انطلاقة الشرطة النسائية في مايو 2013 صدر قرار رقم 2285 بإنشاء قسم مكافحة العنف ضد المرأة؛ بسبب زيادة جرائم العنف والتحرش، فيما أصدر اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق، في يوليو 2014، قرارًا بإنشاء أقسام مكافحة العنف ضد المرأة بجميع مديريات الأمن. وأعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن قرار الوزير والتنسيق مع قطاع حقوق الإنسان "إدارة متابعة جرائم العنف ضد المرأة" في حالة وجود أية بلاغات لحالات تعرض أو أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة. واقتصر دور الإدارة على تلقي الشكاوى التي ترد لأقسام الشرطة عن حالات التعرض أو العنف ضد المرأة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، ومكافحة جرائم العنف ضد المرأة بكافة صورها بالنطاق الجغرافي المحدد لكل مديرية أمن. وبحسب تصريحات سابقة، للعقيد منال عاطف، مسؤول مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، أن عناصر الشرطة النسائية بدأت انتشارها بالشوارع والميادين ومختلف وسائل المواصلات؛ لمواجهة ظاهرة التحرش خلال أيام العيد، فضلاً عن رفع حالة الطوارئ، وإقامة غرف عمليات لتلقي شكاوى السيدات، مشيرة إلى أن هناك عقوبات رادعة تنتظر المتحرشين، منها سنة حبس للمتهمين بالتحرش اللفظي. شارع طلعت حرب.. كلمة السر وتتمركز عناصر الشرطة النسائية في منطقة وسط العاصمة خلال أيام العيد، وتحديدا أمام دور السينما في شارع طلعت حرب، علما بأن وقائع التحرش تحدث بشكل كبير في مناطق الكورنيش وحديقة الفسطاط بمصر القديمة، وهي مناطق تخلو من تواجد الشرطة النسائية، التي تكتفي بتنظيم الصفوف أمام دور السينما. وبعيدًا عن العاصمة، أعلن مدير أمن مطروح اللواء هشام لطفي، في وقت سابق، أن المديرية دفعت بعناصر من الشرطة النسائية لعمل دوريات أمنية مكثفة داخل قرى ومنتجعات مارينا بالساحل الشمالي؛ لمنع حالات التحرش. وأكد "لطفي" - في تصريحات صحفية - أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية بالساحل الشمالي الغربي، بالتزامن مع إجازة عيد الفطر المبارك، وبدء موسم الصيف، وتوافد ملايين المصطافين على المحافظة؛ لتأمين الساحل الشمالي والقرى والمنتجعات السياحية الكائنة بالطريق الساحلي (الإسكندرية مطروح)، رغم ندرة حالات التحرش بهذه الشواطئ. في المقابل، لم تصدر تصريحات مماثلة من قبل مديري الأمن، فيما يخص الشواطئ المجانية "الشعبية" التي يرتادها المواطن البسيط، وتنتشر بها ظاهرة التحرش نظرًا لكثرة الأعداد. العمل الميداني و«تشريفة الوزير» لا يتجاوز إجمالي الضابطات بمختلف محافظات الجمهورية حاجز ال300، متسببًا في عجز بأقسام الشرطة، البالغ عددها 361 قسمًا. وفي محطة سكة حديد مصر، رصدت "التحرير" وجود 4 أفراد فقط من عناصر الشرطة النسائية دون وجود ضابطة، والأمر ذاته في مترو الأنفاق، الذي يستقل فيه الرجال عربات النساء؛ لعدم وجود عناصر شرطة نسائية تمنع تلك المخالفة. وكشف مصدر أمني، أن الضابطات اللائي تم إلحاقهن بإدارة شرطة النقل والمواصلات، انتدب منهن 9 ضابطات للعمل بالمترو، ولم تمر أسابيع قليلة حتى تقدم بعضهن بطلبات إجازة حمل، وأخريات تقدمن بطلبات نقل؛ بسبب عدم قدرتهن على العمل بالمترو؛ لعدم تدريبهن بالشكل المطلوب. وأرجع المصدر السبب في هذا العجز، إلى أن دفعة الضابطات من أكاديمية الشرطة لا تتعد ال20 ضابطة، تكون الأغلبية متخصصين، ويتم توزيع الباقين على مديريات الأمن دون عمل ملحوظ. وأكد المصدر، تواجد 21 ضابطة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس؛ لاستقبال وزير الداخلية والمراسم الرسمية، وتم تجربة بعضهن في المواقع الميدانية، إلا أنهن لم يتحملن مشاق العمل. أشهر الضباطات وتعد العقيد نشوى محمود، الأكثر شهرة، خاصة مع ظهورها المتكرر أمام دور السينما بوسط القاهرة، إضافة إلى العقيد حنان هجرس، من الشرطة النسائية بإدارة مكافحة العنف ضد المرأة.