عدادات المياه أرقامها صفر بسبب عدم وصول المياه لها منذ بداية تركيبها سيدة تشتري مياه شرب ب 600 جنيه خلال حفل زواج ابنها يعيش أهالي قرية الجمهورية التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، مأساة كبرى جعلت حياتهم في القرية أشبه ب"الكابوس"، بسبب حرمانهم من مياه الشرب منذ تأسيس القرية منذ عشرات السنين، فبعد توصيل مواسير المياه والصنابير، تمت سرقة خط المياه الرئيسي للقرية، وتجاهل المسؤولون القرية وتركوا أهلها يذوقون المر من أجل الحصول على شربة مياه. وقالت أم محمد "إنّهم يذوقون المر من أجل الحصول على كوب ماء يشربونه"، مضيفةً "من يوم ما اتولدنا في القرية دي ومفيهاش مياه خالص عشان مفيش خط مياه أصلًا، وبالرغم من كده بيجي لينا فواتير مياه كل شهر، ولما نقوله إحنا ماعندناش مياه يقول ملناش دعوة لازم تدفعوا وبنضطر ندفع". وتابعت "العيال في البلد هنا عندهم جرب عشان ما بيستحموش، مافيش مياه يستحموا بيها، يا دوب المياه اللي بنشتريها بنشرب منها، وبنشربها بالعافية بيبقى لونها أصفر بس بنشربها وخلاص، وبنطبخ منها، ومش بنستحمى غير كل فين وفين". وبدوره، أضاف جمال محمد، أنّ القرية محرومة من كافة الخدمات ليست المياه فقط، ولكن المشكلة التي لا يستطيع أحد تحملها هي "حرمانه من مياه الشرب" قائلًا "فيه واحد في البلد بقت وظيفته إنه بيروح بتروسيكل يملأ جراكن مياه من كفر محفوظ اللي بينها حوالي 30 كيلوا وييجي يبيع لينا الجركن بجنيه ونص وإحنا أصلًا معظمنا بيشتغلوا بوابين وعلى قد حالهم وبيصرفوا اللي بيكسبوه على المياه". ومن جانبه، أشار جمال علي إلى أنّ الترعة التي تمر بالقرية جافة، وخالية من المياه ولا يوجد بها إلا مياه الصرف الصحي، ويستخدمها الأهالي لغسيل الأواني والأطباق والغسيل، ما تسبب في بوار الأراضي الزراعية أيضًا وتحولت القرية إلى صحراء". ومن جهته، لفت محمد جمعة، إلى أنّ عدادات المياه داخل المنازل لا زالت أرقامها صفر لم تعد رقم واحد حتى بسبب عدم وصول المياه لها منذ بداية تركيبها، والصنابير صدأت بسبب عدم نزول أي مياه بها، والأمراض انتشرت في القرية بسبب شرب المياه الغير نظيفة، واستخدام مياه الصرف الصحي لغسيل الأطباق والملابس. فيما أوضح خميس سعد، أنّ أكبر شخص في القرية لا يتجاوز الخمسين عامًا، فأهالي القرية يموتون مبكرًا بسبب أمراض الفشل الكلوي والكبد والسرطان، وبسبب عدم قدرتهم على الإنفاق على علاجهم يموتون سريعًا. ومن جانبها، أكدت أم علي أنها اشترت مياه شرب ب 600 جنيه خلال حفل زواج ابنها، من أجل طهي طعام الفرح، موضحةً أنّهم ينفقون نصف ما يجنونه على مياه الشرب فقط.