في القرن ال21، عاد بعض أهالي مصر إلى حياة القرن الماضي، فالاستحمام يكون في الترع، ومياه شربهم ينقلونها عبر "العربات الكارو".. إنَّما السبب في هذا هو انقطاع المياه. شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، ضربت أزمة انقطاع المياه في محافظات مختلفة.. أزمةٌ قطعت وريد الراحة عن أجساد المنهكين بأعباء الحياة، وبات حلم الحصول على "شربة ماء" بعيد المنال. محافظة البحيرة نالت نصيبها من الأزمة، ومثالًا لا حصرًا، تشهد خمس قرى بمركز أبو المطامير أزمة انقطاع مياه عاصفة.. انقطاع دامٍ لأكثر من شهر، ما فرض أزمةً باتت تؤرِّق الأهالي ليل نهار، صيامهم وحتى بعد إفطارهم. "التحرير" رصدت الأزمة، وتحدَّثت مع "ناس البحيرة"، فقال أحمد محفرش، أحد الأهالي، إنَّهم يعانون منذ أكثر من شهر من انقطاع مياه الشرب دون حلول عملية وواقعية من جانب مسؤولي المحليات وشركة المياه؛ للعمل على توفير المياه لتلك القرى ما اضطر الأهالي إلى جلب المياه من القرى المجاورة في "تكاتك" وعربات كارو، حسب تعبيره. وذكر علي محمد، أحد الأهالي، إنَّهم يضطرون إلى ملء مياه الاستحمام من الترعة حتى تعرضوا لأمراض جلدية كثيرة بسبب عدم صلاحية المياه، مطالبًا مسؤولي شركة المياه بالتحرك العاجل والجاد لتوفير مياه الشرب للقرى المتضررة. وأوضَّح "الحاج محمد السيد"، أحد الأهالي: "رجعنا لأيام التسعينات من استخدام مياة الترع والسير على الأقدام بعشرات الكيلو متر للحصول على نقطة مياه من أقرب قرية". وردًا على معاناة الأهالي، أكَّد المحافظ الدكتور محمد سلطان اتخاذ إجراءات عاجلة وحلول جذرية للحد من الأزمة ورجوع المياه في أقرب وقت، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ التواصل مع الشركة ورئيس المدينة لحل المشكلة.