في واقعة أقرب إلى الأفلام السينمائية والروايات الأدبية، عثرت أسرة من محافظة البحيرة على طفلتهم "ريتاج" بعد مرور عامين بالتمام والكمال على اختفائها، وكادت الأسرة تفقد الأمل في عودة الطفلة، وكانت المفاجئة أن أسرة بأسوان تبنت الطفلة، ورفضت إعادتها لوالدتها. ترجع تفاصيل الواقعة إلى عامين، عندما عثر شخص يُدعى "م.م"، مقيم بمنطقة كيما شرق مدينة أسوان على طفلة تبلغ من العمر عامين داخل القطار القادم من القاهرة رقم 989، وقرر اصطحابها إلى منزلة لحين البحث عن أسرتها، حيث كانت الطفلة لا تذكر سوى اسمها "ريتاج". وقرر هذا الشخص - بعد 40 يومًا - تسليم الطفلة إلى أحد دور الرعاية الاجتماعية بمنطقة القطبي بأسوان، وحرر محضرًا بالعثور على الطفلة بقسم شرطة اسوان أول رقم 4089. وبعد قضاء الطفلة أكثر من عام داخل دار الرعاية الاجتماعية، قررت أسرة من قرية الرقبة بمركز دراو تبنيها، بعد التوقيع على كافة الأوراق والمستندات المطلوبة، لتمكث معهم نحو 8 أشهر. تقول أسماء إسماعيل، مسؤول مؤسسة كارت أحمر لعمالة الأطفال، إنها نشرت صورًا لها على صفحة المؤسسة التي تديريها للبحث عن أسرتها، لافتة بأنها تلقت مكاملة بعد مرور عامين من الواقعة من سيدة علمت أنها والدتها الحقيقية، تقيم بمنطقة وادي النطرون في محافظة البحيرة. قررت فوزية حسن، والدة الطفلة، السفر إلى أسوان رفقة والديها، لعودة طفلتها إلى أحضانها، لتدخل الأسرة القادمة من البحيرة فصلاً من المنازعات القانونية مع السيدة التي كفلت الطفلة بأسوان، بعد رفض تسليمهم "ريتاج". توجهت والدة الطفلة إلى النيابة لتقديم بلاغ رسمي بالواقعة، متهمة مسؤول الأسرة والطفولة بمديرية التضامن الاجتماعي بتحريض الأسرة البديلة على عدم تسليم الطفلة، مطالبة الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن، بفتح تحقيق عاجل حول الواقعة، واستدعاء مديرة الأسرة والطفولة لسؤالها حول الواقعة، وأسباب رفض مديرية التضامن عدم تسليم الطفلة لوالدتها. وأضافت "حسن" - في تصريحلت ل"التحرير" - أنها تقدمت بطلب للنيابة بتوقيع الكشف الطبي على ابنتها المختطفة، في ظل إصرار الأسرة المتكفلة بطفلتها على عدم تسليمها، مدعية أن اسمها نور السيد عبد الباقي، وأكدت والدة الطفلة أنه الاسم الذي تم تسميتها به من قبل وزارة التضامن الاجتماعي باعتبارها طفلة مفقودة. وكشفت والدة الطفلة المختطفة عن مفاجئة، أن مديرة الأسرة والطفولة أصرت على إجراء تحليل "DNA" للتأكد من صحة نسب الطفلة للأم القادمة من البحيرة، في الوقت الذي أكدت فية الأم أنها تحمل كافة الأوراق وشهادات ميلاد ابنتها وصورها قبل اختطافها، التي لم تتغير كثيرًا رغم بلوغها حاليا عامها الرابع. وأعربت فوزية حسن، عن خوفها الشديد على ابنتها؛ معللة ذلك بأن نتيجة تحليل ال"dna" يستغرق نحو 6 أشهر، مطالبة النائب العام بالاستعانة بمداخلة هاتفية لمسؤولة الأسرة والطفل بمديرية التضامن بأسوان على قناة "طيبة"، حيث أكدت أن الطفلة المختطفة هي ابنتها، معتبرة ذلك بمثابة بلاغ رسمي. وعن ظروف اختطاف الطفلة، قالت فوزية حسن، والدة الطفلة، إن ظروف اختطاف ابنتها كانت منذ عامين وتحديدًا يوم 5 رمضان عام 2014؛ إثر خلافات سابقة بينها وطلقيها، اختطاف على إثرها طفلتهما، وقام بإخفائها في أحد الأماكن، مؤكدة أنها حتى الآن لم تعرف أسباب وملابسات استقلال الطفلة للقطار المتجه من القاهرة إلى أسوان، لافتة بأنها حررت محضرًا بالواقعة بقسم شرطة حلوان.