تسيطر حالة من الحزن الشديد على أهالي قرية السوبي التابعة لمركز سمالوط، شمال محافظة المنيا، بعد احتجاز 7 من أبنائها، خلال عودتهم من الأراضي الليبية لأكثر من 40 يومًا. "التحرير" انتقلت إلى القرية التي تبعد نحو 50 كيلو مترًا، شمال مدينة المنيا، تتميز بأن معظم أبنائها يعملون بالأراضي الليبية، والتقت بأسر شباب القرية المختطفين. زارت "التحرير"، أسرة وليد فرحات سوبي، أحد شباب القرية المختطفين بالأراضي الليبية، وقالت والدته إن نجلها متزوج ولديه 3 أبناء، وإنه اعتاد السفر إلى ليبيا من أجل تلبية احتياجات أسرته، ومر على تواجده هناك أكثر من عام ونصف، حتى لم أنه يستطيع رؤية طفليه التوءم، وكان ينوى النزول إلى القرية لقضاء شهر رمضان ورؤية توءمه. وذكرت زوجته أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بها منذ 40 يومًا، أخبرها عن رغبته في العودة للقرية، بسبب الأوضاع السيئة التي تشهدها الأراضي الليبية، وأنها علمت باختطافه من أحد أقاربه الذي يعمل هناك. وأكد نحاس جمعة بركات، شقيق أحد المختطفين بدولة ليبيا، يدعى محروس، أن شقيقه و6 من أبناء قرية السوبي التابعة لمركز سمالوط، احتجزتهم الأجهزة الأمنية الليبية، خلال عودتهم إلى الأراضي المصرية، بعد أن اتهمتهم بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي. وأضاف نحاس أن شقيقه سافر إلى ليبيا من أجل البحث عن لقمة العيش، خاصة وأنه صغير السن لم يتعدى عمره ال 21 عامًا ،موضحاً أنه خلال عودة شقيقه و6 آخرين من أبناء القرية، إلى مصر، توجه بهم السائق لمصراته، وفور وصولهم لها احتجزتهم أحد الأجهزة الأمنية، بتهمة الانتماء لداعش، لعملهم بمدينة سيرت. فيما أكدت أم المكلومة محروس، أن نجلها هو الأقرب إلى قلبها، وسفره إلى ليبيا هو المرة الأولى، وكان ينتوى العودة لقضاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك.
وطالبت والدة خلف ناجح شتيوي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل والعمل على عودة نجلها و6 آخرين من أبناء القرية تم اختطافهم خلال عودتهم من الأراضي الليبية. "ربناهم يا ريس والبركة فيك.. أنت كبير يا ريس وهتجيبهم لينا".. كلمات وجهتها الأم الحزينة إلى السيسي، مؤكدة أن ما دفع نجلها للسفر إلى ليبيا ومواجهة المخاطر هو البحث عن لقمة العيش. وأكدت الزوجة، أنها علمت باختطاف زوجها، عقب مرور 4 ايام على آخر مكاملة هاتفية جمعت بينهما، وأخبرها فيها بعودته لمصر خلال يومين أو ثلاثة، موضحة أن لديها 4 مأبناء هم شهد وعبد الرحمن وكريم وهاني. وقال محمد نجاح، إن شقيقه وليد، عمره 25سنة، حاصل على دبلوم، متزوج ولديه طفل اسمه يوسف وعمره عام، سافر منذ عام للعمل في ليبيا بسبب ظروفه المادية الصعبة، وكان يعمل في مزرعة هناك، وأمه تتمني رؤيته بعد أن علمت باحتجازه. وأضاف نجاح نطالب الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل العاجل لإنقاذ أبنائنا وإعادتهم لوطنهم مرة أخرى، كما نناشد الحكومة بتوفير فرص عمل لجميع الشباب فالبطالة وضيق الحال هو الذي دفعهم لإلقاء أنفسهم في جحيم ليبيا. وذكر رمضان حفظي، شقيق نبيل حفظي، أن شقيقه سافر منذ عام للعمل في مزرعة، وقبل 37 يومًا اتصل بهم وأبلغهم أنه سيغادر ليبيا ويعود للقرية وبعدها انقطعت أخباره، موضحًا أن سبب التأخر في الإعلان عن الواقعة والإبلاغ خلال الفترة الماضية، هو التواصل مع مجموعة من الإعراب بليبيا الذين أخبروهم أن أبنائنا بخير، ويخضعون للتحقيق للاشتباه في انضمامهم لداعش.
وأوضح ربيع إبراهيم، ابن عم محمد أحمد سيف، أن ابن عمه سافر منذ عام للعمل في مزرعة بليبيا، وعلمنا بنبأ احتجازه، من أصدقاء لهم بناحية عرب نجع أبو فردة، وأبلغوهم أن أبنائهم محتجزين من قبل مسلحين تابعين للحكومة الليبية، كما أكدوا لهم أنهم يتعرضون للتعذيب ليل نهار، للحصول منهم على اعترفات حول أمور لا يعرفون عنها شيئًا. وقال اللواء جمال مبارك، رئيس مجلس مدينة سمالوط، أنه التقى أسر العمال بقرية السوبي، وأبلغهم بإخطار وزارة الخارجية والجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال إعادتهم إلى أسرهم، مضيفًا أن أحد العمال المصريين بليبيا أخبر أسر المحتجزين أنهم كانوا في طريق عودتهم إلى البلاد، بعد أن استقلوا سيارة ميكروباص من سرت، وأنهم كانوا يعملون داخل مزرعة في ليبيا. والتقى اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، أهالي المحتجزين، في قرية السوبي، بحضور رئيس مدينة سمالوط، والنائبين مجدي ملك وعلي الكيال، وطمأن الأهالي بأن الدولة بكافة أجهزتها لا تألوا جهدًا في إعادة أبنائهم لأرض الوطن بأمان وسلام. وأكد نصر أن رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية يتابعان الموقف عن كثب، لافتًا إلى أن نجاح الأجهزة المصرية في استعادة المصريين المختفين بليبيا سابقًا يعطي بريق أمل. وأوضح أنه على الجميع التكاتف والوحدة لعبور هذه الأزمة، موضحاً أن ألم ومعاناة أي مواطن هو ألم ومعاناة لكل مسئول في الدولة وكل أبناء الوطن، والدولة المصرية لا يمكن أن تهمل أبنائها، مع الوضع في الاعتبار الظروف والأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا. يذكر أن المختطفين في ليبيا هم: خلف ناجح شتيوي، 36 سنة، متزوج، لديه 4 أبناء: كريم، 16 سنة، محمد، 13سنة، ياسمين، 7 سنوات، عبد الرحمن، عام ونصف، ونجاح وليد توني، 25 سنة، حاصل على دبلوم، متزوج، لديه ولد اسمه يوسف، عام، ومحروس جمعة بركات، 20سنة، حاصل على دبلوم صناعة، لديه 8 أشقاء 5 بنات، و3 أولاد، وهو أوسطهم ويعيشون جميعًا مع والده وأمه في منزل واحد. بالإضافة إلى رامي رضا توني، 26 سنة، متزوج، لديه بنت اسمها حبيبه، عامين، و7 أشقاء 5 أولاد، وبنتين، ومحمد أحمد سيف، 26 سنة، حاصل على دبلوم، متزوج، لديه ابنة تسمى ملك، عام، ولديه 4 أشقاء ولدين وبنتين، ونبيل حفظي سيد، 45 سنة، فلاح، متزوج ولديه 4 أولاد: محمود، 20سنة، محمد، 16سنة، فاطمة، 15سنة، صابرين، 24سنة، متزوجة، ووليد فرحات سوبي، وعمره 24 سنة، حاصل على دبلوم، متزوج ولديه 3 أولاد: يس وفرحات توأم، عام ونصف، وحبيبة 3 سنوات.